اختارت شبكة متورطة في تهريب المخدرات أن تستغل هدوء شاطئ طماريس جنوب العاصمة الاقتصادية، لتخفي واحدة من أكبر الشحنات التي كانت موجهة على الأرجح للتوزيع خلال ذروة موسم الصيف. لكن ما لم تحسبه تلك الشبكة، أن العيون كانت تراقب.
مصادر أمنية كشفت أن الدرك الملكي تلقى معلومات دقيقة عن نشاط مشبوه في المنطقة، ليباشر عملية تمشيط واسعة قادت إلى العثور على 53 رزمة كبيرة من مخدر الشيرا، تم إخفاؤها بعناية في بقعة معزولة من الشاطئ.
العملية الأمنية، التي وصفت بـ”النوعية”، لم تتوقف عند حجز الشحنة، بل أسفرت أيضا عن اعتقال ثلاثة أفراد يشتبه في ارتباطهم المباشر بالشحنة. التحقيقات الأولية تشير إلى أن هذه الشبكة كانت تستعد لتوزيع المخدرات على نطاق واسع داخل التراب الوطني، خصوصا في المدن الساحلية التي تعرف توافدا كبيرا للسياح خلال العطلة الصيفية.
بحسب المعطيات التي توصلت بها “آنفا نيوز”، فإن الشبكة استغلت الطبيعة الجغرافية لشاطئ طماريس، الذي يتميز بقلة المراقبة الليلية وبعده عن المناطق الآهلة، لتتخذ منه نقطة انطلاق لعملياتها.
وتندرج هذه العملية في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح الدرك الملكي، بشراكة مع باقي الأجهزة الأمنية،.. من أجل تفكيك شبكات الاتجار في المخدرات وضمان حماية الشواطئ المغربية من الأنشطة الإجرامية العابرة للمدن والجهات.
ويبقى السؤال مفتوحا حول مدى امتداد هذه الشبكة، وهل هناك متورطون آخرون لم يتم توقيفهم بعد،.. خصوصا أن المؤشرات تدل على أن العملية لم تكن معزولة بل جزءا من خطة تهريب واسعة مرتبطة بشبكات منظمة.