طرحت إسبانيا، في خطوة اعتبرها مراقبون استجابة لضغوط متزايدة من المرتفقين، نسخة محسنة من منصتها الإلكترونية الخاصة بطلب تأشيرات شنغن، موجهة بالأساس للمواطنين المغاربة الراغبين في السفر إليها لأغراض سياحية، دراسية أو مهنية.
هذا التحديث التقني، الذي تم تفعيله في الأيام الأخيرة، شمل إعادة تصميم شاملة للواجهة الإلكترونية، مع دمج نظام جديد لحجز المواعيد يراعي تقليص فترات الانتظار وتفادي حالات الازدحام التي كانت تؤرق آلاف طالبي الفيزا، خصوصا خلال المواسم الصيفية أو الفلاحية التي تعرف ضغطا مرتفعا.
المنصة الجديدة لم تكتف فقط بتحسين الشكل، بل أدخلت خدمات تتبع فورية لحالة الملفات، ما يمنح المرتفقين قدرة على مراقبة مسار طلباتهم بكل شفافية، دون الحاجة للتنقل أو الاستفسار من مراكز المعالجة.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن هذه التعديلات التقنية تدخل ضمن خطة أشمل لتعزيز التعاون القنصلي بين المغرب وإسبانيا، وتيسير عملية الحصول على التأشيرات، خاصة في ظل الأهمية المتزايدة للعمالة الموسمية المغربية في الحقول الإسبانية، وكذلك تزايد عدد الطلبة المغاربة بالجامعات الإسبانية.
ومن أبرز الإضافات التي نالت استحسان المتابعين، التركيز على حماية المعطيات الشخصية، بعد سنوات من الجدل حول تسرب البيانات أو استعمالها خارج الغرض الإداري المحدد.
في السياق ذاته، ينتظر أن تساهم هذه النسخة المطورة في تقليص نسبة الأخطاء التي عادة ما تؤدي إلى رفض الطلبات، بفضل وضوح المراحل وتبسيط الوثائق المطلوبة.
ورغم أن هذه المبادرة حظيت بترحيب مبدئي من المهتمين، إلا أن البعض شدد على ضرورة تقييم فعاليتها على الميدان، لمعرفة ما إذا كانت ستحل فعلاً الإشكالات البنيوية المرتبطة بالحصول على التأشيرة، أم أنها مجرد تحسينات شكلية لن تغير الكثير من واقع الرفض والتأخير.