شنت إسرائيـل هجوما قويا على قطاع غزة يوم الجمعة، مستأنفة النشاط الحربي بكامل قوته بعد انتهاء هدنة استمرت لمدة أسبوع. أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه قام بضرب أكثر من 200 هدف في غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار عند الساعة 05:00 بتوقيت جرينتش.
ذكرت السلطات الفلسطينية أن ما لا يقل عن 100 شخص، بينهم أطفال، قتلوا في القصف الإسرائيلي يوم الجمعة. حذرت اليونيسيف من أن المستشفيات في غزة مكتظة بالفعل.
تم توجيه القصف الإسرائيلي إلى مناطق متفرقة في غزة، بما في ذلك جباليا ومدينة غزة في الشمال، وخانيونس ورفح في الجنوب، والمغازي في وسط غزة.
شارك جميل أبو دقة، الذي فقد منزله خلال القصف، تفاصيل الحادث وقال: “كنا في المنزل وفجأة وقعت التفجيرات، دمر منزلي ومنزل ابني، بالإضافة إلى منازل الجيران”. وأكدت أمل أبو دقة، وهي أم لأطفال، أنها لا تعلم حتى الآن ما حدث لأطفالها.
في وقت سابق في ذلك اليوم، اتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار، متهمة إياها بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. لم تعلن حماس المسؤولية عن أي هجمات. بعد دقائق قليلة من انتهاء الهدنة، أفاد صحفيون في المنطقة بتعرض مدينة غزة لضربات جوية إسرائيلية وقصف مدفعي.
قال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسيف، في تسجيل فيديو أُخذ في أحد مستشفيات غزة: “إنها حرب ضد الأطفال”. أشار إلى أن المنشأة الطبية وصلت بالفعل إلى 200٪ من طاقتها، وأوضح أن المستشفى لا يمكنه استيعاب المزيد من الأطفال المصابين في هذه الحرب.
أكد إلدر أن عدم اتخاذ إجراءات سيكون مثل السماح بموت الأطفال بالنسبة لأولئك الذين لديهم القدرة على التأثير والتحرك.
من جانب آخر، أعلنت حماس مسؤوليتها عن إطلاق النار الذي أودى بحياة أربعة إسرائيليين في القدس. ورغم ذلك، أعربت الحركة عن استعدادها لتمديد هدنة غزة بعد دعوة وزير الخارجية الأمريكي للاستمرار في الهدنة.
نتائج الهدنة بين إسرائيـل وحماس
بدأت الهدنة في 24 نونبر وتم تمديدها، حيث أطلقت حماس نحو 80 رهينة، بينما أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينيا. وأصبح التوصل إلى اتفاقات بشأن عمليات التبادل أكثر صعوبة مع إطلاق سراح معظم النساء والأطفال المحتجزين في غزة.
وتم الإفراج عن حوالي 20 شخصا أجنبيا أو ذوي جنسيتين،.. والغالبية العظمى منهم من التايلانديين العاملين في إسرائيل، خارج نطاق الاتفاق. ويقدر الجيش الإسرائيلي عدد الأسرى الذين تم نقلهم إلى غزة خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر بحوالي 240 شخصا.
ضحايا الحرب من الجانبين
وأسفر هذا الهجوم المفاجئ عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيـل ، معظمهم من المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت وثائق داخلية أن مسؤولين إسرائيليين حصلوا على خطة لهجوم محتمل من حماس قبل أكثر من عام، ولكنهم اعتبروا هذا السيناريو غير واقعي.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ “إبادة” حماس،.. وقصفت غزة بشكل عنيف وشنت هجوما بريا في 27 أكتوبر، استمر حتى بداية الهدنة في نونبر. ووفقا لمسؤولين فلسطينيين، قتل أكثر من 15 ألف شخص، بينهم ما لا يقل عن 6150 طفلا وشابا دون سن 18 عاما، في الغارات الإسرائيلية.