صادقت جماعة الدار البيضاء على اقتناء القطعة الأرضية التي تحتضن سوق درب غلف الشعبي، مما يمهد للبدء في إجراءات نزع الملكية، بغرض هيكلة السوق وتزويده بمرافق وخدمات حديثة. ويهدف هذا المشروع، الذي تقوده مقاطعة المعاريف، إلى تحسين جودة الخدمات في هذا الفضاء التجاري، وتعزيز جاذبيته دون المساس بطابعه الشعبي التاريخي.
أكد عبد الصادق مرشيد، رئيس مقاطعة المعاريف، خلال انعقاد دورة أكتوبر أن الهيكلة المرتقبة لن تؤدي إلى تحويل السوق إلى مركز تجاري حديث، بل ستراعي الرمزية التي يحملها السوق كواحد من أقدم وأشهر الأسواق الشعبية، مشيرا إلى أن درب غلف يمثل صيتا واسعا منذ عقود طويلة على الصعيدين المحلي والدولي. وأضاف مرشيد أن المشروع يسعى لتأهيل فضاء شارع بئر أنزران، حيث يتوقع أن يشمل جميع المحلات الموجودة بسوق درب غلف.
ويأتي هذا القرار بعد موجة رفض واسعة من قبل تجار السوق لخيار الترحيل الذي اقترحه المجلس الجماعي السابق، والذي كان يقضي بنقل أسواق درب غلف ومحلات درب عمر وسوق الحبوب بشارع محمد السادس إلى مواقع خارج العاصمة الاقتصادية، مما اعتبره التجار عبئا اقتصاديا كبيرا عليهم. وأكدوا خلال العديد من المناسبات تمسكهم الكامل بإعادة تأهيل السوق في موقعه الحالي بدلا من ترحيله.
ومن المتوقع أن تؤدي عملية نزع الملكية إلى تسهيل مشروع تمليك المحلات للتجار مستقبلا، وهو مطلب طالما سعى إليه التجار، حيث تشكل الرخص المؤقتة الحالية عائقا قانونيا أمام استقرار الملكية. وتأتي هذه التحركات وسط جهود جماعة الدار البيضاء لتوسيع وتحسين المرافق والخدمات بالسوق، بما في ذلك تقوية الإنارة وتوفير عدادات كهربائية للمحلات التجارية، وإنجاز مرائب سيارات ومساحات مخصصة للتجار.
ويتزامن هذا المشروع مع استعداد المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال،.. حيث يشكل تحسين وتطوير البنية التحتية للمدينة جزءا من التحضيرات الوطنية لاستضافة الحدث الرياضي الكبير.