قرر مجلس إدارة السلطة المينائية لطنجة المتوسط، خلال اجتماع طارئ انعقد يوم الخميس 27 فبراير 2025، إنهاء مهام المدير العام للميناء، حسن أبكاري، الذي ترأس المؤسسة منذ ثلاث سنوات. القرار جاء على إثر ظهور روابط بين المسؤول المغربي وشركة إسبانية حديثة التأسيس تدعى “نوفو بورت كونسلتينغ 2024 S.L.”، المتخصصة في تقديم الاستشارات في مجال إدارة الموانئ.
وفقا للمصادر،.. فإن هذه الشركة تم تأسيسها في يناير 2024 بمدينة فالنسيا الإسبانية تحت الرقم الضريبي B75750497،.. وتقدم خدمات استشارية في مجالات متعددة، أبرزها الاستشارات التقنية في إدارة الخدمات المينائية. بالإضافة إلى ذلك، تركز الشركة على شراء وإدارة وتحويل واستغلال العقارات، باستثناء عمليات التأجير المالي.
إقالة مدير ميناء طنجة المتوسط بسبب تضارب المصالح مع شركة إسبانية
وقد أثار هذا الرابط بين أبكاري والشركة الإسبانية تساؤلات داخل الأوساط المغربية حول ما إذا كان قد وقع في تضارب مصالح خطير خلال فترة توليه المنصب،.. خاصة أن الشركة الجديدة تعمل في مجال حساس يتعلق بإدارة الموانئ، وهو المجال الذي كان يتولى فيه أبكاري المسؤولية. هذه القضية دفعت المسؤولين في الحكومة المغربية إلى التدقيق في هذه العلاقات،.. حيث تم فتح تحقيق لتحديد ما إذا كان قد تم انتهاك أي من قواعد السلوك الوظيفي أو المعايير الأخلاقية المتعارف عليها.
في ذات السياق، أكد العديد من أعضاء مجلس إدارة السلطة المينائية أن إقالة أبكاري كانت “إجراء لا مفر منه” للحفاظ على سمعة الميناء وشفافيته، واصفين ما قام به بارتكاب “خطأ جسيم لا يمكن قبوله”. ويبدو أن هذه القضية قد أحدثت صدمة كبيرة،.. حيث يمر المدير العام السابق بأصعب مرحلة في مسيرته المهنية نتيجة لهذه الأزمة التي أطاحت به من منصبه.
في الوقت الذي تم فيه تعيين إدريس العربي مديرا عاما مؤقتا للسلطة المينائية لطنجة المتوسط،.. تتواصل التحقيقات لتوضيح ملابسات القضية وتحديد المسؤوليات. كما تترقب الأوساط المعنية الرد الرسمي من الشركة الإسبانية “نوفو بورت كونسلتينغ 2024 S.L.” حول طبيعة أنشطتها وعلاقاتها بالمغرب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية تأتي في وقت حاسم حيث يعمل المغرب على تعزيز الرقابة على بنياته التحتية الحيوية،.. خاصة ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد من الركائز الأساسية للتجارة البحرية بين أوروبا وأفريقيا وآسيا.