بعد مرور عام ونصف فقط على بدء عمليات إعادة البناء في مناطق إقليم الحوز المتضررة من الزلزال، كشفت مصادر مطلعة من اللجنة المكلفة ببرنامج التأهيل والإعمار عن تقدم ملحوظ في المشروع، مشيرة إلى حصيلة إيجابية رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها الفرق الميدانية.
وأكد المصدر نفسه أن منح تراخيص البناء تم وفق معايير دقيقة، بإشراف مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، مع الالتزام التام بدفتر تحملات يتوافق مع المعايير العلمية والتقنية المضادة للزلازل. هذا النهج أسهم في إنجاز عمليات البناء بوتيرة استثنائية مقارنة بتجارب دولية مشابهة استغرقت عادة ثلاث سنوات أو أكثر.
وبحسب آخر المعطيات، فقد اكتمل بناء حوالي 24.000 مسكن، ما يعادل نسبة تقدم 91.33 في المائة، مع إزالة جميع الخيام واستبدالها بالمنازل الجديدة المجهزة للسكن. وتشير التقديرات إلى أن نسبة الإنجاز ستصل إلى 93 في المائة نهاية شهر شتنبر، و 96 في المائة خلال الشهرين القادمين، بينما لم تبدأ الأشغال بعد في 3 في المائة من المنازل لأسباب مرتبطة بالساكنة نفسها، مثل نزاعات الورثة أو الامتناع عن البناء، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأبرز المصدر أنه تم اعتماد حلول بديلة للمناطق الوعرة والممنوعة البناء، بعد تدخلات ميدانية من قبل اللجان المختلطة ودراسات معمقة من المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE)، ما ساعد على تسريع وتيرة البناء واستكمال الإعمار دون المساس بالمعايير التقنية.
ولم يغفل البرنامج دعم السكان المتضررين، الذين استفادوا بانتظام من مساعدات مالية شهرية تصل إلى 2.500 درهم للإيواء والكراء، بالإضافة إلى منح إعادة البناء بقيمة 140.000 أو 80.000 درهم، وفق حالة كل أسرة، ما ضمن تلبية حاجياتهم الأساسية خلال مراحل إعادة التأهيل.


