لم تكن نزهة عائلية في تيط مليل، ضواحي الدار البيضاء، سوى لحظة عابرة تحولت فجأة إلى كابوس حقيقي. فقد شهدت المنطقة، خلال الساعات الماضية، حادثا مروعا كاد يودي بحياة طفل يبلغ من العمر ست سنوات، بعد سقوطه المفاجئ في بئر مهجورة وسط منطقة شبه خالية من الحركة.
الفيديو الذي اجتاح منصات التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، أظهر لحظات درامية لإنقاذ الطفل من عمق البئر، وسط جهود حثيثة لعناصر الوقاية المدنية الذين نجحوا، بعد عملية معقدة، في إخراجه على قيد الحياة. وتم نقل الطفل فورا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، وسط ارتياح وذهول أسرته التي كانت تعيش دقائق من الرعب والانتظار.
الحادث، الذي وقع في مكان لا يحمل أي علامات تحذير أو سياج أمان،.. سلط الضوء من جديد على غياب تدابير السلامة في عدد من المناطق القروية وشبه الحضرية،.. حيث تنتشر الآبار المهجورة دون رقيب أو متابعة من الجهات المعنية.
ولم يكن بالإمكان تفادي المقارنة المأساوية التي عقدها كثير من المغاربة بين هذا الحادث وبين فاجعة الطفل ريان،.. الذي لقي حتفه في ظروف مشابهة سنة 2022 بعد سقوطه في بئر عميقة بإقليم شفشاون،.. وهي الواقعة التي خلّفت حزناً وطنياً وتضامناً عالمياً قلّ نظيره.
اليوم، وبعد أن كتب للطفل النجاة، تطرح الحادثة تساؤلات جوهرية حول غياب خرائط دقيقة للآبار المهجورة،.. ومسؤولية الجماعات المحلية في ردمها أو تأمين محيطها، حماية لأرواح الأطفال ووقاية من كوارث مستقبلية.