كشفت بيانات رسمية حديثة صادرة عن غرفة التجارة بإقليم إيميليا الإيطالي أن الجالية المغربية باتت تشكل قوة دافعة ومؤثرة في النسيج الاقتصادي لشمال إيطاليا، وتحديدا في مدينة بياتشنزا. حيث أظهرت الأرقام احتلال المغاربة للمرتبة الثانية كأكبر جالية أجنبية مالكة للمقاولات الفردية في المنطقة، مما يعكس تحولا نوعيا في أدوار المهاجر المغربي.
ثاني أكبر جالية مالكة للمقاولات الفردية
أوضح تقرير الغرفة التجارية أن عدد المقاولات التي يسيرها أجانب في بياتشنزا يناهز 2100 مقاولة، وهو ما يتجاوز خمس إجمالي الوحدات الاقتصادية المسجلة محليا. وتأتي المساهمة المغربية في صدارة هذا المشهد:
تصدر المستثمرون الألبان القائمة بـ 590 مقاولة (17.8%).
جاء المغاربة في المرتبة الثانية بامتلاكهم 381 مقاولة (11.5%).
حل الرومانيون في المرتبة الثالثة بـ 328 مقاولة (9.9%).
تتركز الأنشطة التي يديرها المقاولون المغاربة بشكل أساسي في قطاعات تعتبر شريان الحياة للاقتصاد المحلي، وتشمل على وجه الخصوص: البناء، الخدمات، التجارة، والمطاعم. وهذا التخصص يؤكد على الاندماج المهني للجالية ومساهمتها المباشرة في تلبية الاحتياجات الأساسية لسوق العمل في المنطقة.
وأكدت غرفة التجارة ببياتشنزا أن الحضور المتزايد لرواد الأعمال المغاربة أصبح الآن “عنصرا أساسيا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدينة”، مشيدة بما يحققونه من استقرار طويل الأمد، ودورهم في خلق فرص العمل المحلية، فضلا عن تعزيز جسور التبادل التجاري بين المغرب وإيطاليا.
من الناحية الجغرافية، تستحوذ بلدية بياتشنزا على النصيب الأكبر من هذه المقاولات الأجنبية، تليها بلدتا روتوفريتو وكاستل سان جوفاني، حيث تتراوح نسبة الأنشطة الأجنبية هناك بين 21 و 22 في المائة من مجموع الوحدات الاقتصادية.
ويعكس هذا التمركز والريادة تحولا تدريجيا في صورة المهاجر المغربي بإيطاليا، من العمل اليدوي الموسمي إلى الريادة الاقتصادية والاستثمار الفردي، ليصبح فاعلا منتجا ومندمجا بقوة في صلب النسيج الإيطالي الحديث.


