تشهد منطقة آيت عميرة واشتوكة آيت باها، منذ أيام، احتجاجات متواصلة للعاملات والعمال الزراعيين ضد ما وصفوه بـ”الاستعباد” الذي يتعرضون له في ضيعات فلاحية كبرى. هذه الاحتجاجات جاءت كرد فعل على ظروف عمل وصفها المتابعون بـ”الحاطة من الكرامة”، حيث تفتقر إلى أدنى شروط السلامة والعدالة الاجتماعية.
أوضاع مأساوية للنساء العاملات
أشارت زهيرة محسن، المستشارة البرلمانية عن الاتحاد المغربي للشغل، إلى أن النساء العاملات في هذه الضيعات يعشن وضعا يذكر بعصور الاستعباد. يعملن ساعات طويلة تمتد من الفجر حتى غروب الشمس مقابل أجر يومي لا يتجاوز 80 درهما، في غياب كامل للتغطية الصحية والتأمين على العمل. ووصفت محسن هذا الوضع بـ”الجشع الإقطاعي”، مطالبة وزير التشغيل، يونس السكوري، باتخاذ إجراءات عاجلة لضمان كرامة هذه الفئة.
في ذات السياق، أكدت المستشارة البرلمانية عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فاطمة أزكاع، أن أغلب العاملات هن من الأرامل أو المطلقات اللائي يعلن أسرا دون أي دعم اجتماعي. يعملن لشهرين فقط في السنة، بينما يتركن بلا أي ضمانات اجتماعية أو حماية لبقية العام، حتى في حالة المرض أو الحوادث.
من جانبه، كشف وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أن وزارته قامت بـ1.357 زيارة تفتيش خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة، أسفرت عن تسجيل 11.679 ملاحظة. هذه الملاحظات شملت جوانب متعددة كالأجور، الصحة والسلامة المهنية، والحماية الاجتماعية. ورغم هذا، لا تزال نتائج هذه الزيارات غير كافية لتحسين أوضاع العاملات.
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تقليص الفوارق الاجتماعية بين العاملين في القطاع الفلاحي والقطاعات الأخرى، عبر سن قوانين في إطار مدونة الشغل، تبقى الفجوة كبيرة بين النصوص القانونية والواقع اليومي للعاملات. وتستمر مطالب النقابات والهيئات الحقوقية بالضغط من أجل تحسين ظروف العمل وضمان العدالة الاجتماعية لهذه الفئة المهمشة.