شهدت أسعار الكتاكيت في السوق المحلية ارتفاعا غير مسبوق، حيث وصلت إلى 12 درهما للكتكوت، ما أثار جدلا واسعا بين المربين والمهنيين في قطاع الدواجن. هذا الارتفاع يأتي في وقت تشهد فيه أسعار الدجاج في الأسواق المحلية استمرارا في الارتفاع، وسط اتهامات متبادلة بين مختلف الأطراف المعنية.
وتوجهت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بانتقادات حادة إلى المربين، متهمة إياهم بالتواطؤ مع الوسطاء أو ما يعرف بالشناقة، واصفة هذا السعر بأنه غير مبرر وغير مسبوق في المغرب. وعبرت الجمعية عن استيائها من الارتفاع الكبير في أسعار الكتاكيت، معتبرة أن المربين قد وقعوا تحت سيطرة المحاضن التي تفرض هذه الأسعار، مما يضع المربين في موقف صعب قد يؤدي إلى خسائر فادحة.
من جهة أخرى، ناشد بعض المهنيين وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالتدخل السريع للحد من هذه الأزمة، خاصة بعد أن تلقى القطاع المعني مراسلات عديدة في الأسابيع الأخيرة دون أي استجابة تذكر. وأكد المهنيون أن استيراد الكتاكيت من الخارج، وخاصة من السوق الإسبانية، ليس خيارا مطروحا بسبب التكاليف العالية والصعوبات الإدارية المرتبطة بهذا الأمر.
ومع اقتراب نهاية العطلة الصيفية وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى بلدان الإقامة،.. يتوقع المهنيون أن يشهد الطلب على الدجاج انخفاضا ملحوظا،.. مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بالنسبة للمربين الذين اشتروا الكتاكيت بأسعار مرتفعة.
ارتفاع أسعار الأعلاف وراء أزمة الكتاكيت: المربون يدقون ناقوس الخطر
وفي تصريح له، أكد سعيد جناح، الأمين العام للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم،.. أن ارتفاع سعر الكتكوت إلى 12 درهما يعد أمرا غير مسبوق في المغرب،.. مشيرا إلى أن هذا الارتفاع غير مبرر ويعود بشكل كبير إلى تواطؤ بين المربين والوسطاء. وأعرب عن قلقه من أن هذا الوضع سيؤدي إلى خسائر كبيرة للمربين في المستقبل القريب.
من جانبه، أكد مصطفى المنتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن،.. أن ارتفاع سعر الكتكوت مرتبط بالعرض والطلب،.. مشيرا إلى أن ارتفاع الطلب يجبر المحاضن على رفع الأسعار. وأضاف المنتصر أن المشكلة الحقيقية تكمن في ارتفاع أسعار الأعلاف التي أثقلت كاهل الجميع،.. داعيا إلى ضرورة عودة أسعار الأعلاف إلى مستوياتها السابقة قبل جائحة كورونا.
وأشار المنتصر إلى أن المربين الذين يشترون الكتاكيت في هذه الفترة قد يواجهون خسائر كبيرة مع انخفاض الطلب المتوقع على الدجاج بعد نهاية العطلة الصيفية، حيث سيصبح من الصعب تغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة.
وفيما يتعلق بخيارات الاستيراد التي طرحها بعض المهنيين،.. أوضح المنتصر أن هذه الخيارات غير عملية بسبب التكاليف العالية والإجراءات الإدارية المعقدة التي تفرضها وزارة الفلاحة. وأضاف أن إنتاج الدواجن في المحاضن ليس عملية يمكن القيام بها في أي وقت،.. وأن ارتفاع أسعار الأعلاف يجبر المهنيين على رفع أسعار الكتاكيت لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يواجهونها.