في ظل الارتفاع القياسي لأسعار زيت الزيتون في الأسواق المغربية، والتي تجاوزت 110 دراهم للتر الواحد، كشفت معطيات إحصائية حديثة صادرة عن مفوضية الاتحاد الأوروبي عن تسجيل زيادة ملحوظة في صادرات المغرب من زيت الزيتـون إلى دول الاتحاد خلال بداية موسم 2024/2025.
وبحسب تقرير “وضع سوق قطاعات زيت الزيتون وزيتون المائدة” الصادر حديثا عن المفوضية الأوروبية،.. فقد بلغت صادرات المغرب من زيت الزيتـون إلى أوروبا 841 طنا خلال شهري أكتوبر ونونبر الماضيين، مقارنة بـ553 طنا فقط خلال الفترة نفسها من الموسم الماضي، مما يعكس نموا واضحا في الطلب الأوروبي على الزيت المغربي رغم أزمة الإنتاج.
في المقابل، أوضحت الوثيقة أن صادرات المغرب من الزيتون إلى السوق الأوروبية استقرت عند 12 ألف طن خلال الفترة الممتدة من شتنبر إلى نونبر 2024،.. وهو مستوى مماثل تقريبا لما تم تسجيله في الموسم الماضي.
تراجع الإنتاج وسط أزمة الجفاف
ورغم هذه الزيادة في الصادرات،.. توقعت البيانات الواردة في التقرير استمرار تراجع إنتاج المغرب من زيت الزيتون خلال موسم 2024/2025،.. ليستقر عند 90 ألف طن، بعد أن بلغ 106 آلاف طن في الموسم السابق،.. وهو انخفاض مستمر منذ موسم 2019/2020 عندما بلغ الإنتاج 145 ألف طن.
ويعزو الفلاحون المغاربة هذا التراجع إلى تفاقم أزمة الجفاف التي تلقي بظلالها على مختلف القطاعات الزراعية،.. حيث أدى نقص مياه السقي وتوالي موجات الحرارة إلى موسم زراعي صعب،.. أثر بشكل مباشر على محصول الزيتون الموجه للاستهلاك وللمعاصر.
ورغم هذه الظروف المناخية القاسية، يواصل المغرب تصدير كميات متزايدة من زيت الزيتون إلى أوروبا،.. وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على الأسعار المحلية وما إذا كان التصدير المكثف سيسهم في إبقاء أسعار الزيت مرتفعة داخل الأسواق المغربية،.. في ظل الطلب الداخلي المتزايد وشح الإنتاج.