تشهد مدينة بنسليمان منذ أشهر ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الأراضي والعقارات، ما جعلها محط اهتمام المستثمرين والمتخصصين في القطاع العقاري. فبينما كانت المدينة معروفة بهدوئها ومناخها المعتدل، فإن هذه العوامل وحدها لا تفسر الطفرة العقارية الحاصلة. السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع الصاروخي يكمن في المشروع الضخم الذي يتجسد في الملعب الكبير الحسن الثاني، والذي أصبح نقطة جذب استثماري غير مسبوقة.
تحول مشروع الملعب الكبير إلى محرك اقتصادي قوي، ما أدى إلى تغيير جذري في سوق العقارات ببنسليمان. فقد ارتفعت أسعار الأراضي المحيطة بالموقع بشكل حاد، حيث سجلت بعض المناطق زيادات تفوق 150% وفقا لـ “ميديا24”. ويعود ذلك إلى التدفق الهائل للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من التحولات المستقبلية في المشهد الاقتصادي المحلي.
أسعار الأراضي تتجاوز 1000 درهم للمتر المربع
وفي حديث مع مستشار عقاري محلي، أوضح أن السوق يشهد “تحولا غير مسبوق، حيث أصبح من المستحيل تقريبا العثور على أراض بأسعار معقولة في المناطق الاستراتيجية”. وأضاف أن هذه الزيادة لا تقتصر فقط على الأراضي المحاذية للمشروع، بل تشمل مناطق أوسع في بنسليمان.
كما أكد عزيز أسفيف، مدير إحدى الوكالات العقارية، أن السوق العقاري بالمدينة أظهر مقاومة كبيرة أمام التقلبات الاقتصادية،.. وأن جاذبية المنطقة زادت بشكل واضح مع الإعلان عن بناء الملعب الكبير. وأضاف أن الأراضي الزراعية التي كانت تباع سابقا بأسعار تتراوح بين 200 و400 درهم للمتر المربع، أصبحت اليوم تعرض بأسعار تتراوح بين 600 و1000 درهم للمتر المربع، ما يعكس تحولا كبيرا في قيمة العقارات بالمنطقة.
لم يقتصر الاهتمام العقاري ببنسليمان على المستثمرين المحليين فقط،.. بل دخلت جهات استثمارية من الإمارات وإسبانيا ودول أوروبية أخرى على الخط،.. مع خطط لتطوير مشاريع سياحية وفندقية ضخمة. هذا الطلب المتزايد على الأراضي عزز ندرة العقارات المتاحة، ما دفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
يرى خبراء السوق أن هذه الطفرة العقارية قد تستمر، خاصة مع ارتباطها بمشروع الملعب الكبير الحسن الثاني،.. إلى جانب تأثير إعلان تنظيم كأس العالم 2030، والذي عزز من زخم السوق. في ظل هذه المعطيات، يتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع،.. مع استمرار توافد المستثمرين الباحثين عن موطئ قدم في هذه المدينة الواعدة.