كشفت دراسة حديثة عن احتمالية تعرض الأطفال للضرر عندما تتناول الأمهات مضادات الاكتئاب خلال فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية. وتشير النتائج إلى أن هذه الأدوية قد تؤثر على تطور أجزاء من الدماغ لدى الأطفال، مما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية عقلية في المستقبل.
ويأتي في مقدمة هذه الأدوية الشهيرة دواء “بروزاك”، المعروف باسمه العلمي فلوكستين، الذي يعمل على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، مما يعتبر مهما في تحسين المزاج. ولكن وفقا للدراسة، قد يؤثر هذا الدواء على قشرة الفص الجبهي للدماغ عند الأطفال الرضع.
وقد أظهرت الدراسة أن الدواء يمكن أن ينتقل إلى حليب الثدي، مما يجعل الأمهات اللاتي يتناولنه عرضة لتغذية أطفالهن به عند الرضاعة.
تشير الأبحاث إلى أن بين 300 ألف إلى 400 ألف طفل يتعرضون لهذه الأدوية كل عام في الولايات المتحدة خلال فترة الحمل.
وفي تصريح للبروفيسور وون تشان أوه من جامعة كولورادو،.. أكدت الدراسة أن فهم الآثار المباشرة للسيروتونين على الدماغ قد يساهم في تطوير علاجات جديدة وفعالة.
على الرغم من أهمية العلاجات الدوائية،.. يشدد الباحثون على ضرورة النظر في العلاجات غير الدوائية للنساء الحوامل اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.
تشير الدراسة إلى أن السيروتونين له دور مهم في وظائف المخ، ولكنه يؤثر أيضا على اتصالات الخلايا العصبية،.. مما يؤثر على قدرة الدماغ على التعلم والتكيف.
ومع وجود هذه النتائج، يجب على الأطباء مراعاة بدائل العلاج للمرضى، خاصة النساء الحوامل، لتقليل المخاطر المحتملة للأطفال. ورغم أن بروزاك هو واحد من أشهر مضادات الاكتئاب في العالم،.. فإن التوجه نحو علاجات غير دوائية قد يكون مفيدا للحد من هذه المخاطر.
في الختام، تعتبر هذه الدراسة تحذيرا للنساء الحوامل ومقدمي الرعاية الصحية حول آثار استخدام مضادات الاكتئاب،.. وتشير إلى أهمية التوازن بين الفوائد والمخاطر المحتملة لهذه الأدوية خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية.