مع اقتراب نهاية سنة 2024، يبدو أن سوق المحروقات وأسعار الوقود في المغرب سيشهد استقرارا، مما يمثل خبرا مطمئنا نسبيا للمستهلكين، خاصة السائقين الذين لطالما تأثروا بتقلبات الأسعار المرتبطة بالسوق الدولية.
وفقا لمصادر مهنية في قطاع المحروقات، فإن أسعار الوقود لن تشهد تغيرات كبيرة خلال الفترة المقبلة، حيث يتوقع أن تظل مستقرة حتى نهاية العام. ويعزى هذا الاستقرار إلى ثبات أسعار النفط الخام عالميا، حيث لم تؤثر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ على سعر البرميل، إضافة إلى استمرار ضعف الطلب بسبب تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني، الذي يعد أحد أكبر الأسواق المستهلكة للطاقة.
تأثير السوق الدولية على الأسعار الوطنية
أوضح مصطفى لبرق، المدير العام لشركة “إنيرجيسيوم” للاستشارات وخبير الطاقة، أن الأسعار المحلية للوقود مرتبطة بشكل وثيق بمؤشر “بلاتس” للأسواق الدولية، حيث تعتمد شركات التوزيع المغربية على هذا المؤشر لتحديد أسعار البيع. وأشار إلى أن استقرار أسعار النفط الخام يعزى أيضا إلى الالتزامات التعاقدية المستقبلية التي تمنع حدوث تقلبات كبيرة في الأمد القصير.
وأضاف لبرق لجريدة “ليزيكو” الناطقة بالفرنسية أن هذا التوازن قد يتغير مع بداية عام 2025 إذا طرأت مستجدات سياسية أو اقتصادية عالمية، خاصة مع إمكانية فرض سياسات تجارية جديدة في الولايات المتحدة قد تؤثر سلبا على الطلب العالمي.
رؤية مستقبلية وتحديات محلية
على الصعيد الوطني، يواصل مجلس المنافسة مراقبة القطاع لضمان عدم تجاوز الأسعار الحدود المعقولة. إلا أن السوق لا يزال يعاني من وجود تجارة موازية تؤثر على شفافية العمليات. ويعول على مشروع قانون المالية لعام 2025 لإدخال نظام جديد لتتبع المنتجات البترولية كيميائيا، بهدف مكافحة السوق السوداء. ورغم الشائعات حول تأجيل تطبيق هذا المشروع إلى سنة 2026، يظل العمل جاريا لتجهيز البنية التحتية اللازمة لتنفيذه.
ومع أن التوقعات على المدى القريب إيجابية، فإن المهنيين يدركون أن أي تغيرات كبرى في الطلب أو العرض العالمي قد تعيد خلط الأوراق، ما يجعل استقرار السوق المحلي مرهونا باستمرار التوازن على المستوى الدولي.