تشهد المدينة القديمة بالدار البيضاء حملة واسعة لهدم المباني المهددة بالانهيار، وذلك في إطار مشروع إعادة تأهيل المحج الملكي، الذي يعد من أبرز المشاريع التي طالها التعثر منذ إطلاقه في عام 1989. بعد سنوات من التأخير والعقبات الإدارية والتمويلية، بدأت السلطات المحلية بعمالة مقاطعات أنفا بتنفيذ عملية الهدم في منطقة درب معيزي المحاذية للمعرض الدولي للمدينة.
بحسب الأرقام الأخيرة، فإن المحج الملكي يحتوي على 1730 بناية مهددة بالانهيار حتى يناير 2024. ومنذ انطلاق العمليات في 2 يناير 2024، تم هدم 422 بناية بإشراف شركة الدار البيضاء للإسكان والتجهيزات.
وفي المنطقة التاريخية الواقعة داخل أسوار المدينة القديمة، تم تقييم 3537 مبنى من أصل 3644. بينما تعذر فحص 107 بنايات بسبب إغلاقها أو هجرها من قِبل أصحابها. ومن بين 792 بناية صدرت قرارات بهدمها بشكل كامل، تم هدم 267 مبنى حتى الآن، في حين تستمر الجهود لهدم 535 بناية أخرى.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء: الشروع في هدم مباني عسكرية لهذا السبب
يأتي هذا المشروع الطموح كجزء من رؤية إعادة إحياء المدينة التاريخية وتحسين بيئتها العمرانية. لكن التحديات لا تزال قائمة أمام إتمامه بشكل كامل،.. وسط آمال بأن يسهم في تحسين أوضاع المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.
ومن جانب آخر، اجتمع بعض سكان المدينة القديمة يوم الثلاثاء 17 شتنبر 2024 لتأسيس تنسيقية جديدة تحت اسم “ضحايا قرارات التدبير العشوائي”،.. للتعبير عن استيائهم من الإجراءات الأخيرة المتعلقة بهدم منازلهم ضمن مشروع إعادة تأهيل المحج الملكي.
وأوضحت التنسيقية أن العديد من الأسر تجد نفسها الآن في أوضاع حرجة بعد فقدانها لمنازلها. فضلا عن خسارة أصحاب المحلات التجارية لمصدر دخلهم الأساسي دون تلقي أي تعويضات عادلة. ويخشى المتضررون أن تتركهم هذه القرارات العشوائية بلا مأوى أو وسائل لكسب العيش. وهو ما دفعهم إلى تنظيم أنفسهم للمطالبة بحقوقهم.