أصدر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) مرة أخرى التابع للاتحاد الأوروبي تحذيرا جديدا يستهدف المنتوجات المغربية المستوردة من المغرب. التحذير يشير إلى أن شحنة من الفلفل تحتوي على مبيدين حشريين، ما يثير عددا من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول سلامة هذه المنتجات.
وفقا لصحيفة “أوكدايرو”، أظهرت الفحوص الروتينية على الحدود الإسبانية أن شحنة الفلفل القادمة من المغرب تحتوي على فينازاكوين وكلوربيريفوس،.. اللذين يحملان تصنيف “خطر شديد” على الصحة. الفينازاكوين يؤثر بشكل مباشر على الجهازين التنفسي والعصبي ويمكن أن يؤدي إلى الشلل،.. في حين يرتبط الكلوربيريفوس بظهور سرطان الثدي ويحظر استخدامه على المزارعين في الاتحاد الأوروبي. هذا المبيد الفوسفوري العضوي يتميز بقدرة اختراق عالية في الفواكه والخضروات ويقتل الحشرات بالملامسة.
استيراد الفواكه والخضروات
يأتي هذا التحذير في وقت تشير فيه معطيات رسمية من مؤسسات إسبانية إلى زيادة كبيرة في واردات إسبانيا من الفواكه المغربية بنسبة 46.17٪ في فبراير 2024 مقارنة بنفس الشهر من عام 2023، حيث ارتفعت من 12.9 مليون كيلوجرام إلى 18.9 مليون كيلوجرام. لم تقتصر الزيادة على الفواكه فقط،.. بل شملت أيضا الخضروات والبقوليات بنسبة زيادة 27.07٪، من 27.8 مليون كيلوجرام إلى 35.3 مليون كيلوجرام.
رد الفعل المغربي
على الرغم من الحملة الإعلامية الأوروبية ضد المنتجات المغربية،.. لم يصدر المغرب أي تعليق رسمي حتى الآن. غير أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي،.. أكد أن هناك “لوبيات” تستهدف سمعة المنتجات المغربية لدوافع تنافسية. وأوضح صديقي أن المنتجات التي يتم تصديرها لا تعاد إلى السوق المحلية وتُتلف في حال تسجيل ملاحظات،.. مؤكدا على صرامة المغرب في موضوع السلامة الصحية.
وأشار صديقي إلى أن المغرب تلقى إنذارين فقط على مدى ثلاث سنوات بخصوص الفراولة،.. بينما تلقت فرنسا 28 إنذارا وإسبانيا أكثر من ذلك بكثير. ورغم ذلك،.. لا يتم الحديث عن هذه الإنذارات الأوروبية بنفس الكثافة،.. ما يثير التساؤلات حول دوافع التركيز على المنتجات المغربية.
إقرأ أيضا : سوق السيارات في أوروبا ينمو بشكل ملحوظ مرة أخرى
يبدو أن الحملة الإعلامية الأوروبية تهدف إلى التشكيك في سلامة المنتجات الفلاحية المغربية،.. بينما تواصل إسبانيا ودول أوروبية أخرى زيادة وارداتها من هذه المنتجات بشكل كبير. في هذا السياق،.. يشدد المسؤولون المغاربة على التزامهم بمعايير السلامة الصحية العالمية واستعدادهم للتعاون مع الجهات الدولية لضمان جودة المنتوجات المغربية المصدرة.
من الواضح أن هذه القضية تتجاوز مجرد مخاوف صحية لتشمل أبعادا تنافسية واقتصادية،.. ما يتطلب حوارا شفافا وتعاونا دوليا لضمان مصالح جميع الأطراف المعنية.