اعتقلت السلطات الجزائرية الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال فور وصوله إلى مطار الجزائر العاصمة قادما من باريس، وفقا لما أكدته مصادر صحفية. هذه الواقعة أثارت جدلا واسعا، خاصة أن عائلته لم تتلق أي معلومات عن مكان وجوده منذ ستة أيام، مما يزيد من حالة القلق والغموض حول مصيره.
صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، يعتبر من أبرز الروائيين الجزائريين، إلا أن كتاباته التي توجه انتقادات لاذعة للسلطات جعلته تحت مجهر المراقبة الدائمة. ورغم إقامته مؤخرا في فرنسا بسبب ظروف صحية تخص زوجته، إلا أنه واصل التنقل بين الجزائر وفرنسا، حيث يحتفظ بعلاقات وثيقة مع بلده الأصلي.
قبل اعتقاله بأيام قليلة، فجر صنصال تصريحات أثارت غضب الأوساط الجزائرية خلال مقابلة مع قناة “فرونتيير” الفرنسية. إذ أشار إلى أن فرنسا، رغم قوتها الاستعمارية، لم تستطع إخضاع المملكة المغربية كما فعلت مع الجزائر، واصفا المغرب بأنه “إمبراطورية ذات تاريخ عريق امتد لأكثر من 12 قرنا”.
على النقيض، قال الكاتب إن غياب التاريخ المؤسسي في الجزائر سهل المهمة لفرنسا لاستعمارها طيلة 132 عاما، مضيفا أن مدنا مثل تلمسان ووهران كانت جزءا من المملكة المغربية قبل أن تقتطع خلال الحقبة الاستعمارية وتضم إلى الجزائر.
وفقا لتقارير فرنسية، فإن منزل صنصال في بومرداس، الواقعة شرق الجزائر العاصمة، مغلق منذ اعتقاله، دون أي مؤشر على حالته أو مكان احتجازه. عائلته وأصدقاؤه يخشون من أن تكون تصريحاته الأخيرة قد ساهمت في هذا الإجراء، خاصة أنها تسلط الضوء على قضايا تاريخية حساسة تشكل جزءا من النقاشات السياسية والثقافية بين البلدين.
وفق نشطاء حقوقيين فإن قضية بوعلام صنصال تسلط الضوء على تضييق الحريات الثقافية والفكرية في الجزائر، وسط مخاوف متزايدة من استهداف المثقفين والكتاب الذين يتناولون مواضيع حساسة تتعلق بالتاريخ والهوية.