أثارت مقاطع مصورة لشاحنة تسير على الطرق المغربية في أوضاع غير مألوفة موجة من الغضب العارم على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر أحد السائقين يقود مركبته مستخدما قدميه بدلا من يديه، بينما كان منشغلا بهاتفه المحمول. المشهد، الذي صوره السائق بنفسه على الطريق السيار، انتشر كالنار في الهشيم عبر تطبيقات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” و”يوتيوب”، قبل أن يتخطى الحدود المغربية ليحظى بتغطية إعلامية دولية.
هذا السلوك المتهور لم يمر دون تدخل السلطات. فقد تمكنت عناصر الدرك الملكي بمدينة الجديدة من تحديد هوية المعني بالأمر وتوقيفه، ليوضع تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية. وفي خطوة إضافية، تقدمت وزارة النقل بشكاية رسمية ضد السائق، تأكيدا على جدية التعامل مع هذه المخالفة الخطيرة.
قانونيا، لا يقتصر الأمر على مجرد مخالفة مرورية عادية، بل يتعلق بجنح منصوص عليها في التشريعات المغربية، تتعلق بتعريض حياة الآخرين للخطر والسياقة في وضعية غير آمنة. هذه التهم قد تؤدي إلى عقوبات حبسية إلى جانب غرامات مالية ثقيلة، خاصة وأن السائق لم يكتف بالفعل الخطير بل تعمد توثيقه ونشره، ما يعزز المسؤولية الجنائية المترتبة عليه.
أما على المستوى المهني، فإن العقوبات الإدارية لا تقل خطورة، إذ قد يواجه المتهم تعليق رخصة السياقة أو حتى سحبها بشكل نهائي، وهو ما يعني عمليا نهاية مسيرته كسائق شاحنات. السلطات تؤكد من خلال هذه الإجراءات أنها عازمة على جعل الحادث عبرة لكل من قد تسول له نفسه التلاعب بأرواح المواطنين على الطرقات.