كشف فريق بحث دولي من جامعة بريتاني الفرنسية، بالتعاون مع جامعات مغربية وألمانية وإسبانية، عن اكتشاف أثري مهم يعتقد أنه أقدم آثار لأقدام بشرية للإنسان العاقل في شمال أفريقيا. تم العثور على هذه الآثار على ساحل مدينة العرائش، المطلة على المحيط الأطلسي، على بعد نحو 90 كيلومترا جنوب مدينة طنجة.
يعود هذا الاكتشاف إلى نحو 100 ألف عام، ويظهر أن مجموعة من خمسة أفراد، تضم أطفالا ومراهقين وبالغين، تركوا ما بين 80 إلى 85 بصمة لأقدامهم أثناء توجههم نحو البحر. يعتقد أن هؤلاء الأفراد كانوا يبحثون عن الطعام، وهو ما يضفي أهمية خاصة على هذه الآثار في فهم نمط حياة الإنسان العاقل في تلك الحقبة.
إقرأ أيضا: اكتشاف آثار أقدام بشرية تاريخية في المغرب تعيد كتابة تاريخ البشرية
استغرقت الأبحاث على هذا الاكتشاف حوالي عام ونصف، حيث تم تحليل هذه الآثار بدقة من قبل الفريق العلمي. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “نيتشر” العلمية المرموقة،.. لتضيف بذلك قطعة جديدة ومهمة إلى فهمنا لتاريخ الإنسان العاقل في هذه المنطقة.
يمثل اكتشاف آثار أقدام بشرية جزءا من مشروع علمي سابق امتد على مدى سنتين،.. يهدف إلى دراسة ديناميكية الساحل الصخري بمنطقة العرائش. وقد أسهم هذا المشروع في تسليط الضوء على أهمية الموقع الأثري،.. الذي يوفر نظرة فريدة على حياة الإنسان العاقل قبل 100 ألف عام.
يمثل هذا الاكتشاف إنجازا علميا بارزا في مجال علم الآثار والأنثروبولوجيا،.. ويعزز من أهمية المغرب كموقع أثري غني يقدم العديد من الأدلة على تاريخ الإنسان العاقل. ومع استمرار الأبحاث، يأمل العلماء في الكشف عن المزيد من الأسرار التي يحملها هذا الموقع الأثري الفريد،.. مما قد يساهم في إعادة رسم خريطة هجرة الإنسان العاقل وتفاعلاته مع البيئة في العصور القديمة.