في أعماق السماء، وعلى بعد 66 سنة ضوئية تقريبا من الأرض، يكمن كوكـب يبدو كما لو كان خرافة علمية،.. بسطحه المنصهر ودرجات حرارة تصل إلى 2300 درجة مئوية. هذا الاكتشاف الفريد أعلن عنه مؤخرا من قبل فريق من جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، ما يضيف قطعة جديدة إلى لغز الكواكب المتطرفة خارج نظامنا الشمسي.
درجة الحرارة الهائلة التي تبلغ 2300 درجة مئوية قد تبدو للوهلة الأولى كمشهد من فيلم خيال علمي،.. لكن هذا الكوكـب الذي يدور حول نجم HD 104067 يجسد واقعا مذهلا يتجاوز خيال الكثيرين. فتلك الحرارة المرتفعة تفوق حتى درجات حرارة الحمم البركانية،.. وتصل إلى مستويات يمكن أن تذوب فيها المعادن الثقيلة كالحديد والتنغستن.
إقرأ أيضا: كوكب المشتري: وكالة ناسا تشارك صورا مذهلة لعاصفة تكفي لابتلاع الأرض بأكملها (فيديو)
وبالفعل، يظهر هذا العالم الجديد أنه لا يعد مجرد مكان غير صالح للسكن،.. بل هو بمثابة بيئة متطرفة تشبه بشكل كبير الظروف داخل الأفران الصناعية المستخدمة لصهر المعادن. وهذا ما أكده الباحثون من جامعة كاليفورنيا في اكتشافهم الجديد الذي يسلط الضوء على عالم غير مألوف تماما بالنسبة لنا.
الاكتشاف الجديد يعود إلى تقنيات متطورة في علم الفلك، حيث استخدم الباحثون مراقبة قوة الجاذبية التي يفرضها الكوكب على نجمه، بالإضافة إلى رصد انخفاضات في سطوع النجم نتيجة مرور الكوكب أمامه. وبفضل هذه التقنيات الحديثة، تمكن العلماء من اكتشاف عوالم جديدة ومثيرة خارج حدود نظامنا الشمسي.
وما يميز هذا الكوكب الجديد هو شكله المشوه بسبب قوى الجاذبية التي يتعرض لها نتيجة تفاعله مع الكواكب والنجوم الأخرى في نظامه. وهذا يجعله ليس فقط عالما غريبا، بل مختبرا فريدا يوفر فرصة لفهم كيفية استجابة الكواكـب لقوى الجاذبية الشديدة وتأثيراتها على البيئة السطحية،.. مما يساهم في تطوير فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي.