فجر حي المسيرة 3 بمنطقة مولاي رشيد بالدار البيضاء، يوم الجمعة 6 يونيو، عشية عيد الأضحى، واحدة من أخطر الفضائح المرتبطة بالصحة والسلامة الغذائية، بعد العثور على بقايا حمير وبغال في ظروف غامضة أثارت صدمة السكان ومخاوف حقيقية من تسلل لحوم غير صالحة إلى موائد المواطنين.
وحسب المعطيات المتوفرة، فقد استنفرت هذه الواقعة مختلف الأجهزة، حيث تنقلت إلى عين المكان السلطات المحلية وعناصر الشرطة والدرك ومصالح البيطرة ومكتب حفظ الصحة، ليتم تطويق المكان ومباشرة إجراءات المعاينة الميدانية.
المصادر الأولية تشير إلى أن الأمر لا يتعلق بحادث عرضي، بل بشبكة يشتبه في أنها تنشط في ذبح الحمير والبغال بشكل سري، وتوزيع لحومها على مطاعم تقدم الوجبات السريعة، وهو ما يعيد إلى الواجهة ملف الذبيحة السرية الذي يرخي بظلاله كل عام قبيل المناسبات الدينية الكبرى.
الشرطة القضائية باشرت تحقيقا معمقا بتعليمات من النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ملابسات هذه الجريمة الغريبة، وتفكيك خيوط الشبكة المحتملة التي تقف وراء هذا النشاط المحظور، في ظل تساؤلات كبيرة عن مصدر اللحوم التي تصل بعض مطاعم الأحياء الشعبية بالعاصمة الاقتصادية.
ورغم الحملات السابقة التي شنتها السلطات لمحاصرة المذابح العشوائية، إلا أن استمرار مثل هذه الوقائع يكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة المراقبة، كما يعكس هشاشة سلاسل التوريد في مجال اللحوم، خاصة مع ارتفاع الطلب خلال فترة عيد الأضحى.
ويخشى مراقبون أن تكون الكمية التي تم العثور عليها مجرد جزء بسيط من عمليات ذبح أكبر جرت في أماكن أخرى، مما يفرض على مصالح الأمن والصحة تكثيف جهود التنسيق لكشف جميع الأطراف المتورطة، وحماية المستهلك المغربي من خطر تناول لحوم لا تحمل أي ضمانات صحية.