الأكثر مشاهدة

اكتشاف مثير في صحراء أتاكاما.. أكثر المناطق جفافا على الكوكب

في قلب صحراء أتاكاما القاحلة بشمال تشيلي، تمكن الباحثون من تحقيق اكتشاف علمي غير مسبوق، يتمثل في وجود حياة مزدهرة على عمق أربعة أمتار تحت سطح الأرض.

تمتد صحراء أتاكاما على مساحة شاسعة تبلغ 105,000 كيلومتر مربع، وتعتبر أكثر الصحاري الحارة جفافا في العالم. نادرا ما تهطل الأمطار هنا، وقد لا تشهد بعض المناطق هطول الأمطار لعقود أو حتى قرون.

رغم هذه الظروف القاسية، تمكنت بعض أشكال الحياة من البقاء، مثل الثعلب الرمادي الذي يتكيف مع بيئة أمريكا الجنوبية والبكتيريا التي تعيش في التربة المالحة.

الحياة تحت سطح صحراء أتاكاما

على الرغم من قسوة سطحها، تكشف الأبحاث الجديدة عن وجود نظام بيئي ميكروبي غني تحت سطح صحراء أتاكاما. في السابق، تم توثيق الحياة الميكروبية على عمق يصل إلى 80 سم. ولكن الآن، اكتشف علماء من جامعة بوتسدام مجتمعات ميكروبية واسعة النطاق على عمق أربعة أمتار في وادي يونغاي داخل الصحراء.

تتأقلم هذه البكتيريا القوية مع الظروف البيئية القاسية، المشابهة لتلك الموجودة في المناطق الجليدية في القطب الشمالي أو في الينابيع الساخنة. هذه الميكروبات تتحمل الملوحة ولا تحتاج إلى الأكسجين، مما يسمح لها بالنمو في أعماق الصحراء القاحلة.

قام الباحثون بجمع عينات تربة من عمق أربعة أمتار واستخدموا تقنيات متقدمة لاستخراج الحمض النووي وعزل الخلايا ذات الأغشية السليمة، وهو دليل قاطع على وجود كائنات حية. بينما تم توثيق وجود الحياة الميكروبية بالقرب من السطح في التربة الغنية بالطين، يشير اكتشاف البكتيريا الشعاعية في المستويات الأعمق إلى وجود محيط حيوي معقد وغير مكتشف من قبل تحت السطح.

الآثار المترتبة على الحياة خارج كوكب الأرض

لا يقتصر هذا البحث على توسيع فهمنا للنظم البيئية الأرضية فحسب،.. بل يمتد أيضا إلى فهم إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض، خاصة على كوكب المريخ.

تتشابه صحراء أتاكاما مع المريخ في وجود رواسب الجبس (كبريتات الكالسيوم) التي قد تدعم الحياة نظريا. يشير المجتمع الميكروبي المستقر في أتاكاما إلى أن الأماكن الجوفية المشابهة على المريخ قد تكون دعمت – أو ربما لا تزال تدعم – حياة ميكروبية.

يتكهن الباحثون بأن الأنهار القديمة ربما كانت تجري عبر أتاكاما. تاركة خلفها الجبس الذي تستمد منه الميكروبات المياه الآن، مما يعكس ظروفا بيئية محتملة قد تكون موجودة على المريخ.

وقد صرح الباحثون بأن “المجتمع الميكروبي المستقر تحت صحراء أتاكاما يشير إلى أن الأنهار قد جرت يوما ما هنا. وهي الآن مدفونة على عمق كبير تحت الأرض.”

“تعيش هذه الميكروبات من خلال استخراج المياه من الجبس المتوفر بكثرة في التربة. وهو سيناريو يمكن أن يكون مشابها للظروف الموجودة تحت سطح المريخ.”

- Advertisement -
مقالات ذات صلة