اكتشاف علمي ثوري: دور الفيروسات في تكوين الميالين وظهور الأدمغة المعقدة

تم اكتشاف رابط رائع بين الفيروسات القديمة وتطور تكون الميالين، وهو العملية الحيوية المهمة لأداء الجهاز العصبي المتقدم لدى الفقاريات، بما في ذلك البشر. يسلط هذا الاكتشاف الضوء على اللغز التطوري لتطور الأدمغة المعقدة والأنظمة العصبية المتطورة للحيوانات.

وجد الباحثون عنصرا وراثيا يعرف باسم  ‘RetroMyelin’، والذي يشتق من الفيروسات القديمة،.. يلعب دورا أساسيا في إنتاج الميالين في مجموعة واسعة من الفقاريات، بما في ذلك الثدييات والبرمائيات والأسماك. وتشير هذه النتائج، التي نشرت في مجلة  Cell، إلى أن اختراق التسلسلات الفيروسية في جينومات الفقاريات المبكرة كان خطوة حاسمة في تطور تكون الميالين، مما مكن من تطوير أدمغة معقدة وحياة فقارية متنوعة.

الميالين هو الغمد الدهني الذي يغلف الألياف العصبية، وهو ضروري لنقل الإشارات الكهربائية بسرعة عبر الخلايا العصبية،.. مما يسهل الاتصال الفعال داخل الجهاز العصبي. ويعتبر الميالين أساسيا لتوفير الدعم الأيضي للألياف العصبية،.. مما يسمح لها بالتمدد لمسافات طويلة دون فقدان قوة الإشارة.

إقرأ أيضا: هكذا يؤثر ارتفاع ضغط الدم على تسعة أجزاء مختلفة من الدماغ

كان ظهور الميالين تطورا كبيرا، تزامنا مع ظهور الفكين في الفقاريات،.. مما مكن من ظهور أجهزة عصبية معقدة ودعم التنوع والقدرة على التكيف لدى أنواع الفقاريات.

أجرى فريق بحث بقيادة عالم الأعصاب روبن فرانكلين من معهد ألتوس لابز في كامبريدج رحلة لاستكشاف الأسس الجزيئية لعملية تكون الميالين. وأظهرت التجارب الوظيفية أهمية RetroMyelin في تكوين الميالين في الفقاريات،.. مما يفتح آفاقا جديدة لفهم الآليات الجزيئية لإنتاج الميالين وأصوله التطورية.

وقال غوش، عالم الأحياء الحسابي في معهد ألتوس لابز: “تفتح النتائج التي توصلنا إليها طريقا جديدا للبحث لاستكشاف كيفية مشاركة الفيروسات القهقرية في توجيه التطور”. هذا الاكتشاف يظهر كيف أن الالتهابات الفيروسية القديمة لم تكن مجرد أحداث عشوائية،.. بل كان لها دور مفيد في تشكيل الجهاز العصبي المعقد للفقاريات اليوم.