شهدت ساحة جامع الفنا بمراكش، أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية بالمملكة، صباح اليوم حالة أمنية استثنائية تمثلت في توقيف سائحة تحمل الجنسية الإسبانية، وذلك بعد ضبطها في حالة تلبس بتوزيع مطبوعات ذات طابع ديني تبشيري.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المنشورات التي كانت السائحة تقوم بتوزيعها احتوت على مضامين تحث الأفراد على تغيير العقيدة الإسلامية واعتناق الديانة المسيحية، ما استدعى تدخل عناصر الأمن التي عملت على توقيفها مباشرة واقتيادها إلى مقر الدائرة الأمنية لمباشرة الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وقد تم، بحسب المصادر نفسها، الاستماع إلى المعنية بالأمر وإنجاز المحضر القانوني، قبل أن يتم الإفراج عنها مؤقتا في انتظار ما ستسفر عنه المسطرة الإدارية والقانونية، والتي تحدد الخطوات التالية وفق الأطر التشريعية المغربية المتعلقة بالدعوة الدينية والمطبوعات ذات الطابع العقائدي.
وتعكس هذه الحادثة حساسية القوانين المغربية المتعلقة بالحرية الدينية والنشر، خصوصا في الفضاءات العامة، حيث تعتبر الدعوة إلى تغيير الدين الإسلامي أو الترويج لعقائد أخرى في الأماكن العمومية مخالفة للقانون، مما يضع الزائرين الأجانب أمام التزامات ومسؤوليات واضحة أثناء تواجدهم بالمملكة.
ويأتي هذا التدخل الأمني في سياق حرص السلطات على حماية النظام العام، وصيانة الطابع الديني والثقافي للمواقع العمومية الشهيرة، في حين تظل المساطر القانونية والإدارية هي الفيصل في تحديد العقوبات أو الإجراءات الواجب اتخاذها.