في عالم مليء بالألغاز القديمة والأحداث الجيولوجية، تبرز دراسة جديدة كشفت عن روابط مذهلة بين التكتونيات والانقراض الكبير الذي شهدته الأرض منذ مئات الملايين من السنين.
توصلت الدراسة، التي أجريت على طبقات الصخور في القارة القطبية الجنوبية وجنوب أستراليا، إلى أن الديناميكيات التكتونية كان لها يد في حدوث الانقراض الذي تعرف بحدث سينسك، والذي وقع قبل حوالي 513 مليون سنة.
يقول بول ميرو، عالم الرواسب في كلية كولورادو وقائد الدراسة، إن هذا الاكتشاف يعطينا فهما جديدا لسلسلة الأحداث التي أدت إلى انقراض الكائنات الحية في تلك الحقبة الزمنية.
تتزامن الحقائق الجديدة التي كشفت عنها الدراسة مع فهمنا لحقبة العصر الكامبري،.. التي اشتهرت بالانفجار الكامبري الذي شهد تنوعا هائلا للحياة. لكن في منتصف هذا التنوع البارز، حدث انقراض سينسك وأدى إلى اختفاء العديد من الأصناف الحيوية الرئيسية،.. بما في ذلك الحيوانات ذات القشرة المخروطية والإسفنجيات.
ما يميز هذه الدراسة هو العثور على ثلاثية الفصوص في الصخور، والتي ساهمت في تحديد توقيت انقراض الشعاب المرجانية. وبفضل هذه الأدلة، استطاع الباحثون تقدير عمر الصخور وتحديد الفترة التي وقع فيها حدث سينسك.
ومن خلال تحليل الطبقات الصخرية في مناطق مختلفة من العالم،.. وجد الباحثون تشابها مذهلا في الأحداث التكتونية والانقراضات الحيوية. وتظهر الدراسة كيف أن ارتفاع الجبال وتغيرات في قشرة الأرض أثرت على المحيطات وحياتها البحرية،.. مما أدى في النهاية إلى انقراض الكثير من الكائنات الحية.
يشير ميرو إلى أن الدراسة تلقي الضوء على التأثير البيئي للأحداث التكتونية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على تنوع الحياة على الأرض. ويضيف أن دراسة هذه الظواهر القديمة قد توفر لنا دروسا قيمة حول كيفية تفاعل البيئة الطبيعية مع التغيرات الجيولوجية،.. وهو ما قد يساعدنا في فهم تأثيرات التغير المناخي الحالي.
مع ذلك، تظل هذه الدراسة نقطة انطلاق لفهم أعمق لعلاقة التكتونيات والحياة على الأرض،.. وتسلط الضوء على أهمية فهم العوامل الجيولوجية في تاريخ الحياة على كوكبنا.