في تحول لافت لمسار العلاقات المغربية البرازيلية، طرحت وزارة الدفاع البرازيلية مبادرة تهدف إلى إرساء تحالف صناعي دفاعي استراتيجي بين البلدين، وذلك خلال فعاليات منتدى LIDE Brazil-Morocco المنعقد في مدينة مراكش.
المقترح جاء على لسان هيرالدو رودريغز، السكرتير المكلف بمنتجات الدفاع، الذي أبدى رغبة بلاده في المضي نحو شراكة تقنية متقدمة مع المملكة المغربية، ترتكز على نقل التكنولوجيا، تقوية الإنتاج المحلي، وتعزيز الاستقلالية في مجال الصناعات الدفاعية.
وأكد رودريغز، في كلمته أمام جمع من الفاعلين الاقتصاديين من المغرب والبرازيل، أن الرؤية الصناعية للبلدين “متقاربة بشكل كبير”، مشيرا إلى أن الرهان المشترك يتمثل في تحقيق نمو مستدام مبني على الابتكار وتبادل الخبرات.
المسؤول البرازيلي استعرض تجارب بلاده في التعاون العسكري الدولي، من بينها مشروع إنتاج طائرة Gripen مع السويد، وتطوير الغواصة Scorpène بشراكة مع فرنسا، إلى جانب صناعة فرقاطات Tamandaré بالتكنولوجيا الألمانية. نماذج اعتبرها خير دليل على نجاح الشراكات العسكرية الصناعية متعددة الجنسيات.
كما خص بالذكر شركة Embraer الرائدة، واصفا طائرتها للنقل العسكري KC-390 Millennium بأنها “مفخرة وطنية”، تم تطويرها بفضل مشاركة فعالة من القوات الجوية البرازيلية، وتم تصديرها إلى عدة دول عبر العالم.
أما بخصوص العلاقات المغربية البرازيلية الحالية، فقد أبرز رودريغز أن شركات مثل CBC وTaurus تعد من المزودين الأساسيين للمملكة في الذخائر والأسلحة، إلى جانب مقاولات متخصصة في الطائرات بدون طيار، الرادارات، المركبات المدرعة، والأسلحة غير الفتاكة.
ولم يفت المسؤول البرازيلي التذكير بتوقيع اتفاق إطار دفاعي بين الرباط وبرازيليا سنة 2023، والذي يفتح المجال لتعاون موسع يشمل التكوين العسكري، التطوير المشترك، التدريب الفني، واقتناء المعدات الدفاعية.
وفي ختام تدخله، شدد رودريغز على استعداد وزارة الدفاع البرازيلية لتفعيل هذه الشراكة، من خلال تنظيم لقاءات عمل ثنائية، زيارات ميدانية للمصانع والمراكز البحثية، وإبرام اتفاقيات جديدة تعزز العلاقات بين القوات المسلحة والصناعات الدفاعية في البلدين.