تشهد الأجهزة الأمنية الإسبانية حالة من الاستنفار الشديد خلال الأيام الأخيرة بعد هروب المجرم الملقب باسم “البسطيلة”،.. المعتبر قاتلا محترفا، من السجن، متجها نحو وجهة غير معروفة. ونقلت وسائل الإعلام الإسبانية أخبار هذا الهروب، مع توقعات بتوجهه إلى المغرب،.. في ظل عجز الشرطة الوطنية والحرس المدني عن تحديد مكان تواجده في المملكة الإيبيرية.
وفي سياق تحقيقات تجريها إدارة السجون الإسبانية، تم فتح بحث للتحقق من وجود متعاونين محتملين مع الهارب، وذلك لتسهيل هروبه من السجن، رغم الإشارات إلى وجود “العديد من الأخطاء البشرية” في الحادثة.
توضح جريدة “فوزبوبولي” الإسبانية أن القاتل استغل التشابه الكبير بينه وبين شقيقه للهروب،.. حيث قام بزيارته في السجن واستغل ذلك لعبور عدة غرف، بما في ذلك باب كان من المفترض أن يكون مغلقا،..وأرجعت المؤسسة الأمر إلى “أخطاء بشرية” غير متعمدة.
وفي إطار تحقيقاتها، استدعت الشرطة موظفي سجن “ألكالا ميكو” الذي فر منه،.. للإدلاء بشهاداتهم حول فترة الهروب،.. التي تزامنت مع عيد الميلاد، والذي يعد فترة معقدة نظرا للزيارات العائلية الكثيرة. وفي انتظار توسيع نطاق التحقيقات، يشير مصدر في الشرطة إلى أن الهارب كان “رجلا ذكيا، استغل لحظته”، مع التأكيد على خطورته وتصنيفه كأحد الأشخاص الأكثر خطورة.
وأفادت الصحيفة الإسبانية بأن أقارب “البسطيلة” أكدوا عدم علمهم بخطة الشاب وعدم تعاونهم معه في هروبه. أشارت الصحيفة إلى أن طريقة هروبه لم تكن غامضة، حيث سجلت الكاميرات كل خطواته من داخل السجن حتى الخارج،.. لكن التحدي الرئيسي الآن يتمثل في تحديد موقع تواجده.
جرائم متعددة ارتكبها “البسطيلة”
وأكدت المصادر نفسها أن “الأعمال الإجرامية التي ارتكبها البسطيلة وضعته في مرمى اهتمام عصابته”. وأوضحت أن الشاب البالغ من العمر 20 عاما، الذي ينتمي إلى عائلة مغربية رغم ولادته في إسبانيا ونشوءه في حي البرنسيبي في سبتة،.. كان ينتظر محاكمته بتهمتي قتل.
وأشارت الجريدة إلى أن “البسطيلة” نشأ في أوساط الجريمة وكان جزءا من عصابة المخدرات “Nayim KA” المعروفة باسم “EL Tayena”. وقالت إنه للتعبير عن ولائه لهذه المنظمة الإجرامية، قام الشاب بإطلاق النار على “JFA” في صدره أربع مرات،.. وهي جريمة قتل عرضية حيث كان المستهدف عضوا في عصابة “البيولين” المنافسة.
وأشارت المصادر إلى أن “البسطيلة” قام في وقت لاحق بقتل رئيس عصابة “إل تاينا” بالقرب من منزله في لوس كورتيجيلوس بقادس،.. وبعد ذلك حاول الفرار. ورغم محاولته الهروب في إبريل 2023 عندما كان يحاول الصعود إلى قارب متجه نحو سبتة في ميناء الجزيرة الخضراء، تمكنت الحرس المدني من اعتقاله.
منذ ذلك الحين، بقي “البسطيلة” في السجن المؤقت في انتظار محاكمته،.. حتى نجح مؤخرا في الهروب بالطريقة الغريبة المذكورة. ونقلت “فوزبوبولي” عن مصادر في الشرطة الوطنية الإسبانية قولها إنه من المرجح أنه غادر إسبانيا ويتواجد حاليا في المغرب أو البرتغال.