الأكثر مشاهدة

البعوض يحول حياة سكان أيت ملول إلى جحيم

في الآونة الأخيرة، أصبحت مدينة أيت ملول مسرحا لهجوم مكثف من أسراب البعوض التي حولت حياة سكان المناطق القريبة من وادي سوس إلى كابوس يومي لا ينتهي. وتتركز الشكاوى بشكل خاص في المنازل المحاذية للوادي، حيث يعاني السكان من لدغات البعوض التي تتسبب في التهابات وتورمات خطيرة، مع مخاوف من انتقال أمراض مميتة مثل الملاريا والحمى الصفراء.

و أكد هشام بيروك،.. ناشط مدني من المدينة، أن الوضع أصبح لا يطاق، وأن أسراب البعوض تحاصر المنازل ليلا ونهارا،.. مما يجعل حياة الأسر هناك غير قابلة للعيش. وأضاف أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة، حيث تغزو الحشرات غرفهم وتلدغهم أثناء النوم، تاركة وراءها ندوبًا وآلاما شديدة، قد تستمر لأسابيع.

من جانبها، قالت نجاة نعيم،.. وهي إحدى سكان المنطقة المتضررين، إن حياتهم اليومية تأثرت بشكل كبير. فهي لم تعد قادرة على القيام بالأعمال المنزلية بسبب كثرة البعوض الذي يملأ أرجاء المنزل،.. معربة عن قلقها من انتقال فيروسات قاتلة عبر هذه الحشرات،.. مثل تلك التي تسبب أمراض الدماغ أو التهابات الجهاز التنفسي.

على الرغم من هذه المعاناة،.. لم تقف السلطات المحلية مكتوفة الأيدي. في زيارة ميدانية لمقر جماعة أيت ملول، صرح محمد الدوش،.. تقني الوقاية والصحة بالمكتب الصحي للجماعة،.. بأنهم يعملون بشكل مستمر على معالجة المشكلة. وأوضح أن السبب الرئيسي لتكاثر البعوض هو مستنقعات المياه الراكدة التي تتجمع حول وادي سوس نتيجة لتصريف المياه العادمة من محطة جماعة الدراركة المجاورة. هذه المستنقعات توفر بيئة مثالية لتكاثر اليرقات التي تنمو لتصبح أسرابا من البعوض تعيث فسادا في المنازل المجاورة.

السكان يطالبون بحلول جذرية لمشكلة البعوض

وأضاف الدوش أن الجماعة تقوم بمعالجة المياه الراكدة باستخدام مواد كيميائية للقضاء على يرقات البعوض، إضافة إلى حملات تنظيف الأشجار والمناطق الخضراء على ضفاف الوادي. ورغم هذه الجهود،.. تبقى المشكلة قائمة، حيث يعود السبب إلى الطبيعة الدائمة لمستنقعات المياه العادمة القادمة من الدراركة، والتي تحتاج إلى حلول جذرية تتجاوز مجرد المعالجة المؤقتة.

يعيش سكان أيت ملول اليوم في حالة من الاستنفار الدائم،.. حيث اضطر الكثيرون إلى تغطية منازلهم بسياجات بلاستيكية وثياب لحمايتهم من هجمات البعوض الليلية. ورغم هذه الحلول البسيطة،.. تبقى المشكلة أعمق من أن تحل بهذه الطريقة،.. فالهجمات المتكررة أثرت بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للسكان، كما أنها تسببت في تدهور جودة الحياة بشكل عام.

إقرا أيضا :أسعار اللحوم الحمراء في المغرب.. معركة غير محسومة بين الحكومة والأسواق

- Advertisement -
مقالات ذات صلة