الأكثر مشاهدة

قمة الاتحاد الإفريقي ..البوليساريو تتهم المغرب بـسرقة العلم

في قاعة مالابو، حيث اجتمع وزراء خارجية القارة السمراء لرسم ملامح مستقبل إفريقيا، باغتت البوليساريو الجميع بعودة جديدة إلى مسرح العبث. هذه المرة، لم يكن المشهد من إنتاج ستوديوهات هوليوود، بل من بروتوكول الاتحاد الإفريقي، حين غاب علم كيان غير معترف به عن سارية لا تليق به.

خطأ بسيط، بروتوكولي بحت، تحول بلمسة درامية من الجبهة إلى “فضيحة قارية”، عنوانها العريض: “المغرب سرق علم الجمهورية الصحراوية!”، وكأننا في فيلم تجسس رديء الإنتاج، تنقصه فقط الموسيقى التصويرية.

لكن، ما الذي حدث فعلا؟

كل ما في الأمر أن الخرقة – وهي التسمية الأنسب لوصف “العلم” الذي تتباكى عليه البوليساريو – لم توضع على ساريتها خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي يوم 10 يوليوز 2025. أمر طبيعي، حين يتعلق بكيان ورقي يعيش على هامش المنظمة، لا يملك لا سيادة ولا مؤسسات ولا حتى حضورا فعليا في النقاشات الجادة.

- Ad -

غير أن غياب الراية أصبح، بقدرة آلة الدعاية الجزائرية، قضية “تزوير سياسي” و”عدوان على السيادة”، وكأن العالم توقف في انتظار خرقة تُرفع أو تُخفض.

بعيدا عن جدول الأعمال المزدحم بقضايا جوهرية: الأمن، التكامل، مواجهة الأزمات، اختارت البوليساريو اللعب في الهامش، لأنه ببساطة لا مكان لها في المتن. سارت قياداتها إلى اتهام الوفد المغربي بـ”سرقة العلم”، في سيناريو يشبه الكوميديا السوداء: اتهام بدون دليل، وضجيج بلا مضمون، وشكاوى مبنية على غياب شيء لا يملكونه أصلا.

محمد يسلم بيسات، الذي يعرفه متابعو الاتحاد الإفريقي كصوت مرتفع بلا أثر، رفقة لامان أباعلي، أعادا بث سيناريوهات متكررة: المغرب “هاجم”، المغرب “شتم”، المغرب “أخفى العلم”… لكن الحقيقة أن لا شيء من ذلك حدث. فقط سارية بلا خرقة، وهو ما لم تلاحظه حتى عدسات المصورين!

وفي هذا السياق، علق مصدر دبلوماسي ساخرا:
“القول إن أحدهم سرق خرقة البوليساريو يشبه القول إن أحدهم سرق السراب من صحراء!”

البوليساريو ضجيج يغطي الصمت

منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، تحولت قاعات المؤتمرات إلى ساحات مسرحية للجبهة، تحاول فيها التشويش على حضور المملكة، ليس بالحجة، بل بالصوت العالي والانسحاب الدرامي والشتائم السياسية. في كل قمة، تفتعل حادثة. وكل حادثة، يسوق لها كقضية وجود.

لكن ماذا بعد الصراخ؟ لا شيء.
لا مشروع، لا مقترح، لا رؤية. فقط تمثيل متقن لدور الضحية، خدمة لأجندة الجزائر التي تمول المسرحية، وتبحث عن جمهور خارج القاعة.

الدول الإفريقية تغير القناة

بينما تصرخ البوليساريو بحثا عن دور، تتحرك دول إفريقيا نحو مستقبل مختلف: قنصليات في الداخلة والعيون، مذكرات تفاهم مع المغرب، استثمارات متبادلة، ومواقف دبلوماسية واضحة، كما فعلت غانا وكينيا ودول الساحل.

مقالات ذات صلة