في خطوة تعكس طموحا بيئيا متجددا، دعا نشطاء بيئيون وحضريون إلى تحويل الدار البيضاء إلى مدينة خضراء رائدة، مقترحين أن يكون شارع محمد السادس، حيث يمر خط الترام T3، أول ممر مناخي ذكي في المغرب. الفكرة، التي لاقت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، تمزج بين الابتكار الحضري وحلول الطبيعة لمواجهة تحديات التغير المناخي.
ويتخيل أصحاب المبادرة شارعا نابضا بالحياة، تصطف على جانبيه أشجار مختارة علميا لتشكيل مظلات طبيعية تساعد على تنظيم درجة الحرارة، وتقلل من آثار موجات الحر التي أصبحت أكثر تواترا. أما مسار الترامواي، فيرونه مغطى بخضرة كثيفة تتحول إلى سطح بيئي حيوي قادر على امتصاص الحرارة وثاني أكسيد الكربون، ما يعزز جودة الهواء في قلب العاصمة الاقتصادية.
ويشمل المقترح أيضا تركيب أجهزة استشعار ذكية في الأشجار والبنية التحتية لقياس جودة الهواء والرطوبة ومتابعة تأثير البيئة الحضرية على صحة ورفاهية السكان. هذه الخطوة، بحسب النشطاء، ستحول الفضاء العام إلى نموذج يجمع بين النقل المستدام والتكيف المناخي والابتكار الحضري.
ويرى مهتمون بالشأن البيئي أن هذا المشروع، إذا ما تبنته السلطات المحلية، قد يجعل من الدار البيضاء نموذجا يحتذى به في شمال إفريقيا، حيث تتحول الأشجار من مجرد زينة حضرية إلى تكنولوجيا حية تتفاعل مع محيطها وتقدم حلولا طبيعية ذكية. الفكرة، وفق تعليقات المتابعين، ليست حلما بعيد المنال، بل فرصة لإعادة صياغة علاقة المدينة بسكانها ومناخها، وتحويل أكبر مدن المملكة إلى مختبر حي للمدن الخضراء.