يشهد سوق الدواجن في المغرب زيادة مفاجئة وغير مسبوقة في الأسعار، حيث تجاوزت أسعار الدواجن في العديد من المناطق 30 درهما للكيلوغرام في نقاط البيع. وتعزى هذه الزيادة إلى تقليص طوعي للإنتاج من قبل بعض مربي الدواجن، وهو ما أثار استياء العديد من الفاعلين في القطاع، الذين يعتبرون أن هذه الخطوة تهدف إلى التأثير على الأسعار وخلق توازن غير رسمي في السوق، خاصة في الفترة التي تسبق شهر رمضان الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا في الطلب.
وتستند هذه الزيادة إلى عدة عوامل،.. أبرزها تقليص عدد الدواجن المرباة بنسبة تصل إلى 30% في الأسابيع الأخيرة، وهو ما يزيد من نقص المعروض في السوق. إضافة إلى ذلك، تلعب تكاليف الإنتاج دورا أساسيا في هذه الأزمة،.. حيث ارتفعت أسعار المواد الأولية مثل الذرة وفول الصويا، والتي يتم استيرادها بشكل كبير وتخضع لتقلبات السوق الدولية.
في هذا السياق،.. تشير تحليلات من الاتحاد المهني لمربي الدواجن إلى أن هذه الزيادة في الأسعار قد تكون نتيجة لعدة ضغوطات على المنتجين،.. بما في ذلك خسائر مالية سجلها المربون خلال فترات الإفراط في الإنتاج. وقد أكد العديد من المربيين أنهم مجبرون على تقليص الإنتاج لتحقيق توازن مع الدورات الاقتصادية التي تشهد تقلبات كبيرة في الأسعار.
وفي مواجهة هذه الزيادة،.. دعت عدة جمعيات للمستهلكين الحكومة إلى التدخل العاجل لتنظيم السوق وضبط الأسعار،.. مع التركيز على حماية القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل اقتراب شهر رمضان. ويجري حاليا تباحث بين الجهات المعنية،.. ولكن غياب آليات رقابية فعالة قد يؤدي إلى استمرار هذه التقلبات في الأسعار.
وتبقى التساؤلات مطروحة حول كيفية تعامل الحكومة مع هذه الزيادة التي تهدد بإفقار العديد من الأسر،.. وتؤثر سلبا على سوق الدواجن الذي يعتبر من أهم مصادر البروتين الحيواني في البلاد.