تفجرت قصة مثيرة للدهشة والتعجب في إقليم تنغير قبل أيام، كشفت عن مستوى من الخداع والاستغلال يثير الشفقة والاستياء. فقد اعتقلت عصابة مؤلفة من امرأتين ورجلين، بعد أن نجحوا في خداع وسرقة ما يزيد عن 60 شخصا، باستخدام طريقة استثنائية تدعي وجود صندوق سحري يسكنه الجني “حمو” يمكنه ضاعفة المال.
كانت بداية هذه القصة الغامضة في دوار “وارشديق” بجماعة أيت واسيف بضواحي قلعة مكونة، حيث قامت امرأة تدعي أنها مشعوذة، بمساعدة زوجها وشقيقها ووسيطة، بخداع الناس بحيلة ذكية خلال فترة جائحة كورونا التي أدت إلى انخفاض الحالة الاقتصادية للكثيرين.
بدأت المشعوذة بإقناع النساء بقدرتها على ضاعفة الأموال باستخدام صندوق خشبي يزعم أنه يحتوي على جني يدعى “حمو”،.. يقوم بضاعفة أي مبلغ مالي يوضع فيه. وبحسب شهادات شهود عيان، كانت تستلم المبالغ وتضعها في الصندوق بعد طقوس سحرية،.. ثم تشترط على الضحايا الانتظار لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، وفعلا كانت تسلم لهم المبالغ المضاعفة.
تناقلت القرية هذا الخبر الذي بدأ ينتشر كالنار في الهشيم، وزاد من انتشاره قدرة الصندوق السحري على ضاعفة الأموال في وقت قصير. وساهم في تعميق الخداع أعوان المشعوذة والوسيطة التي كانت تروج لهذا المشروع بين النساء.
الجني “حمو” يأكل الاموال الحرام!
بات الطموح يدفع الكثيرين للاقتراب من هذا الصندوق السحري، حيث أصبح الطلب عليه يتفوق على قدرته،.. حيث يضاعف بعض المبالغ ويختفي البعض الآخر، وكانت المشعوذة تبرر ذلك بأن “حمو” لا يقبل المال الحرام.
ومن بين الضحايا كان هناك مقاول يمتلك مأوى سياحي، قام بتسليم مبلغ كبير للوسيطة متوقعا أن يحصل على ضعف المبلغ في مدة قصيرة،.. لكن بعد انتهاء المدة المتفق عليها، اكتشف أن أمواله “أكلها” الجني حسب تبرير المشعوذة.
تقدم المقاول بشكوى، وتم القبض على المشعوذة وزوجها وشقيقها والوسيطة، وبعد التحقيقات اعترفت المتهمة بممارستها لهذا النشاط منذ عام 2020، حيث كانت تستغل إيمان الناس بالأساطير والخرافات. كما تم العثور داخل منزلها على دفتر يضم أسماء أكثر من 60 ضحية.
بعد استماع القضاء للأطراف المتورطة، تم وضع المشعوذة وزوجها في حالة اعتقال وإحالتهما إلى السجن المحلي،.. بينما تم إطلاق سراح شقيق المشعوذة والوسيطة حتى استكمال التحقيق مع الضحايا.