في خطوة توحي بتصعيد نوعي في القدرات الدفاعية للمملكة، حلت بعثة عسكرية مغربية رفيعة، يوم الخميس 26 يونيو الجاري، بقاعدة “باومهولدر” الأمريكية في ألمانيا، حيث اطلعت على منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” التابعة للجيش الأمريكي.
الزيارة التي جاءت وسط تكتم إعلامي رسمي، نظمتها قيادة الجيش الأمريكي، وتحديدا الكتيبة الخامسة من الفوج السابع للمدفعية المضادة للطيران، وهدفت إلى تقديم عرض مباشر عن قدرات النظام الدفاعي الأمريكي الأكثر شهرة في العالم، والقادر على اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المعادية والتهديدات الفضائية.

وخلال العرض، أتيحت للضباط المغاربة الفرصة لمعاينة الأداء الميداني لنظام “باتريوت”، بالإضافة إلى قدرات الرادارات المصاحبة له، والتي تسمح بتتبع الأهداف بدقة على نطاق واسع وفي الوقت الفعلي.
هل بات نشر الباتريوت في المغرب قريبا؟
هذه الخطوة تأتي في سياق تعاون عسكري موسع بين المغرب والولايات المتحدة، يركز على تعزيز قدرات المملكة في مجال الدفاع الجوي المتكامل. وتشير تقارير تقنية إلى أن المملكة تواصل تقييم إمكانيات دمج النظام الدفاعي “MIM-104 باتريوت” ضمن بنيتها العسكرية، في ما قد يشكل أول دخول رسمي لهذه المنظومة الأمريكية إلى التراب المغربي.

وتداولت بعض المنصات المتخصصة صورا لآليات من طراز Transporter Erector Launcher (TEL)، تنقل على شاحنات مدنية، وسط ترجيحات بأنها متجهة إلى مركز قيادة وتحكم خاص بالدفاع الجوي، وليس إلى القاعدة الجوية ببنجرير كما أشيع سابقا.
المغرب يعد اليوم أحد أبرز الحلفاء العسكريين للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، وتعزز هذه الزيارة العلاقات المتقدمة في مجال التنسيق الدفاعي. فقد شهدت السنوات الأخيرة تدريبات مشتركة وزيارات متبادلة وتطويرًا لمشاريع دفاعية مشتركة، خصوصا في مجالات الرصد الجوي واعتراض التهديدات الصاروخية.

وقد اختتمت الزيارة بصورة جماعية جمعت الوفد المغربي بالعناصر الأمريكية داخل القاعدة، في إشارة إلى متانة العلاقات العسكرية بين الجانبين، واستعداد المملكة للمرور إلى مستوى جديد من تأمين مجالها الجوي.
في حال المصادقة النهائية على صفقة باتريوت، سيكون المغرب أول بلد في إفريقيا شمال الصحراء يمتلك هذه المنظومة الدفاعية المتطورة، في تأكيد على استراتيجية الردع والدفاع الجوي التي باتت أولوية في عقيدة الجيش المغربي.

