في دراسة حديثة أصدرها معهد برشلونة للصحة العالمية، تم الكشف عن حجم الخسائر البشرية التي تسببت فيها موجات الحر الشديدة في أوروبا خلال عام 2023. حيث أظهرت الدراسة التي نشرت يوم الاثنين الماضي، أن أكثر من 47 ألف شخص في القارة الأوروبية فقدوا حياتهم نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
وأوضحت الدراسة أن العام الماضي سجل أرقاما قياسية من حيث درجات الحرارة العالمية، ما يعكس الأثر المتزايد للتغير المناخي الذي يؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة حول العالم. وأبرزت الدراسة أن أوروبا، على وجه الخصوص، تعد القارة الأكثر تأثرا بظاهرة الاحترار العالمي، مما يجعل سكانها عرضة لمخاطر صحية جسيمة ناجمة عن الحرارة المفرطة.
في سياق متصل، شهد البحر الأبيض المتوسط درجات حرارة سطحية قياسية للسنة الثانية على التوالي،.. مما يشكل تهديدا كبيرا للحياة البحرية في المنطقة. فقد وصلت درجات حرارة البحر إلى مستويات غير مسبوقة،.. مما يهدد بتدمير الأنظمة البيئية البحرية ويعزز انتشار الأنواع الغازية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي.
إقرأ أيضا: هل يستطيع كوكب الأراض التعافي تأثيرات الاحتباس الحراري؟
وفي تصريح للباحث جوستينو مارتينيز، من معهد علوم البحار في برشلونة،.. أكد أن متوسط درجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط وصل في 11 غشت الجاري إلى 28.67 درجة مئوية،.. وهو رقم يقارب الرقم القياسي المسجل في 24 يوليو 2023، حيث بلغت الحرارة 28.71 درجة مئوية. هذا الارتفاع المستمر في درجات الحرارة البحرية هو أمر غير طبيعي، حتى مع أخذ تأثيرات التغير المناخي بعين الاعتبار.
وتعد هذه الزيادة المستمرة في درجات الحرارة السطحية للبحر الأبيض المتوسط ظاهرة مقلقة،.. خاصة وأنها تستمر على مدى فصول الصيف المتتالية. فعلى مدار صيفين متتاليين، تم تسجيل أعلى درجات حرارة سطحية للبحر،.. متجاوزة بذلك الأرقام القياسية التي تم تسجيلها خلال موجة الحر الاستثنائية في صيف عام 2003،.. عندما بلغ متوسط درجة حرارة سطح الماء 28.25 درجة مئوية، وهو رقم ظل صامدا لمدة عشرين عاما.