نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية تقريرا حول دراسة علمية امتدت على مدى 33 سنة في النرويج، حاول خلالها فريق من الباحثين فهم تأثير استهلاك الحلـيب كامل الدسم مقارنة بالحليب قليل الدسم على صحة الإنسان. وقد اعتمدت الدراسة على بيانات صحية دقيقة تخص أكثر من 73 ألف مشارك، ما يمنحها مصداقية علمية قوية.
النتائج كانت لافتة، إذ أظهرت أن محتوى الدهون في الحليب يشكل عاملا محوريا في تحديد المخاطر الصحية. فالأشخاص الذين اعتادوا تناول الحليب كامل الدسم سجلوا نسب وفاة أعلى، خاصة بسبب أمراض القلب والشرايين، مقارنة بمن اختاروا الحليب قليل الدسم.
وبالأرقام، تبين أن استهلاك الحـليب منخفض الدسم ارتبط بـ انخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 11 في المائة، إضافة إلى تراجع قدره 7 في المائة في احتمالية الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
هذه الخلاصات جاءت لتعزز التحذيرات المتكررة من هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، التي تشدد منذ سنوات على أن الإفراط في تناول الدهون المشبعة، مثل تلك الموجودة في الألبان كاملة الدسم، يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول، وهو أحد أبرز مسببات انسداد الشرايين والأزمات القلبية.
ويرى خبراء التغذية أن الرسالة واضحة: خياراتنا البسيطة على مائدة الطعام اليومي قد تصنع الفارق بين عمر صحي طويل أو معاناة مبكرة مع أمراض مزمنة، في وقت لا تزال فيه بعض المجتمعات تعتبر الحليب كامل الدسم خيارا “أكثر طبيعية” أو “أغنى غذائيا”.