توصلت دراسة حديثة إلى أن الحمض النووي القديم يمكن أن يكون السبب وراء ارتفاع معدلات الإصابة بمرضي التصلب المتعدد والزهايمر في أوروبا. حيث قام الباحثون برسم خريطة جينية للانتشار التاريخي للأمراض بين السكان عبر العصور، مما يساعد على فهم تطور هذه الأمراض وانتشارها عبر القارات.
وشارك في هذه الدراسة الضخمة أكثر من 175 باحثا من جميع أنحاء العالم، حيث رسموا خريطة جينية باستخدام معلومات من عينات تعود إلى أكثر من 5000 شخص عاشوا في أوروبا الغربية وآسيا منذ ما يصل إلى 34000 عام.
تحليل الحمض النووي القديم مقارنة بالعينات الحديثة كشف عن مصادر محتملة للأمراض،.. بما في ذلك أمراض التنكس العصبية مثل التصلب المتعدد والزهايمر. وفي مقالات نشرت في مجلة Nature، أظهرت الدراسة أن هذه الأمراض قد تكون قد أتت مع هجرة السكان وتطور نمط حياتهم عبر العصور.
وفي النتائج المفاجئة، اكتشف الباحثون أن السكان في شمال غرب أوروبا يحملون معدلات أعلى لمرض التصلب المتعدد،.. في حين يواجه سكان أوروبا الشرقية مخاطر أعلى للإصابة بمرض الزهايمر والسكري من النوع الثاني.
ووفقا للدكتور ويليام باري، الباحث في جامعة كامبريدج،.. فإن النتائج “توفر قفزة هائلة إلى الأمام في فهمنا لتطور مرض التصلب المتعدد وأمراض المناعة الذاتية الأخرى”. وتعكس هذه الدراسة النهج الجديد في دراسة الأمراض،.. حيث يستخدم الحمض النووي القديم لفهم كيفية تأثير أساليب الحياة والبيئة على صحة الإنسان.
ومن الملفت للانتباه أيضا أن الباحثين يأملون في استخدام هذه التقنيات لفهم أمراض أخرى مثل التوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه،.. والفصام، والاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب.
بالاعتماد على تحليل الحمض النووي لأكثر من 1664 هيكل عظمي أثري،.. ومقارنته بالبيانات الحديثة لـ 400 ألف شخص في بريطانيا، تمكن الباحثون من فهم أصول هذه الأمراض وتطورها عبر العصور.
وتعتبر هذه الدراسة الجديدة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لأسباب الأمراض وطرق علاجها،.. وقد تفتح آفاقا جديدة للعلماء لتطوير علاجات أكثر فعالية وتخصيصها للسكان بشكل أفضل.