استفاق سكان حي القدس بمنطقة البرنوصي صباح اليوم على مشهد مأساوي لا يصدق، بعدما عثر على سيدة مشردة ورضيعها مقتولين بطريقة بشعة، في جريمة خلفت ذهولا واسعا بين السكان الذين اعتادوا على رؤية الضحية يوميا وهي تجلس في ركن من الحي تلتحف ما توفر من أغطية، وتحضن رضيعها الذي لم يكمل عامه الأول بعد.
الضحايا سقطوا تحت ضربات قاتلة بحجر كبير، وجهها لهم شخص كان يعيش معهم في وضعية التشرد، يرجح أن يكون رفيقها. وقد نفذ الجريمة بدم بارد في الصباح الباكر، ثم اختفى عن الأنظار دون أن يترك أثرا، ما جعل الجميع يتحدث عن “جريمة شوارع” تجسد قمة البؤس الإنساني والتهميش الاجتماعي.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الضحية كانت تلقى يوميا دعما من سكان الحي: وجبات خفيفة، ماء، أغطية، وملابس بسيطة، في محاولة لمساعدتها على البقاء في ظروف قاسية. لكن المفاجأة جاءت صادمة، حين عثر عليها جثة هامدة إلى جانب رضيعها، وسط دماء تغطي المكان.
السلطات الأمنية، وفور توصلها بالخبر، حلت على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة، وفتحت تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة. كما تم نقل الجثتين إلى مستودع الأموات من أجل إخضاعهما للتشريح الطبي لتحديد تفاصيل الوفاة.
مصالح الأمن تواصل تمشيط المكان وجمع المعطيات لتحديد هوية المشتبه فيه الذي اختفى بعد ارتكاب الجريمة، فيما عبر سكان الحي عن صدمتهم مما جرى، مؤكدين أنهم لم يلاحظوا أي مؤشرات عنف أو خلاف بين الضحية والجاني قبل أيام فقط.
الحادث أعاد إلى الواجهة السؤال المؤلم عن مصير النساء والأطفال في وضعية الشارع، وعن غياب تدخلات استعجالية لحمايتهم من خطر الشارع والجوع والعنف.