الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء تتخلى عن النخيل.. خطوة نحو بيئة حضرية مستدامة

قررت السلطات في الدار البيضاء التخلي عن زراعة أشجار النخيل في الشوارع الكبرى للمدينة، في خطوة قد تمهد الطريق أمام مدن مغربية أخرى لاتخاذ قرارات مشابهة لحماية البيئة وتحسين المساحات الخضراء. وقد كانت المهندسة المعمارية سليمة بلمقدم، التي تترأس جمعية «حركة المغرب للبيئة 2050»، من الداعين الأساسيين لهذه الخطوة، التي تسعى لتغيير نمط التشجير في المدينة بما يعزز رفاهية السكان ويخفف من التلوث.

وفقا لإحصائيات حديثة، فإن الدار البيضاء تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء مقارنة بالمعايير الدولية. ففي عام 2015، كانت المدينة تحتوي فقط على 20,000 شجرة مقابل 30,000 نخلة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لم يتجاوز عدد الأشجار في المدينة حالياً حاجز 100,000 شجرة، ما يجعلها بعيدة كل البعد عن المعدلات البيئية المناسبة، حيث تحتاج المدينة إلى شجرتين لكل فرد لتلبية الحد الأدنى من المعايير الدولية.

إقرا أيضا :الدار البيضاء تتراجع 5 مراتب في تصنيف المدن العالمية وتغيب عن قائمة المدن الذكية

بلمقدم أشارت إلى أن النخيل،.. على الرغم من دوره في تنظيم الشوارع الضيقة كشارع مولاي يوسف،.. لا يحقق الفوائد البيئية المطلوبة مثل توفير الظل وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يحد من تأثيره البيئي. وتعتبر المهندسة المعمارية أن الإصرار على زراعة النخيل هو “خطأ بيئي”،.. لأن هذه الأشجار لا تضيف قيمة بيئية كبيرة، خاصة في ظل المناخ القاسي في المدينة.

من ناحية أخرى،.. اقترحت «حركة المغرب للبيئة 2050» حلولا بديلة مثل اعتماد أشجار متساقطة الأوراق ودائمة الخضرة والمزهرة،.. وتؤكد الجمعية على أهمية تنويع أنواع الأشجار وزيادة التدريب للمزارعين لضمان زراعة أشجار تتناسب مع البيئة المحلية وتدعم التنوع البيئي.

ووفقا لبلمقدم،.. التزمت السلطات بعدم زراعة نخل جديد، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل شارع الزرقطوني، الذي يخضع حاليا لأعمال صيانة. كما تم اقتراح التخلي عن زراعة أشجار لا تتناسب مع هواء المدينة المالح مثل شجرة الدلب،.. واستبدالها بأنواع تتكيف مع المناخ المحلي مثل شجرة الفيكوس رتوزا.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة