شهدت مدينة الدار البيضاء، يوم الاثنين 14 أكتوبر، حدثا لافتا في مسار التحول الرقمي بالمغرب، تمثل في تدشين شركة PwC العالمية لمركزها الجديد المخصص للمرونة الرقمية (Digital Resilience Center – DRC)، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وجرى حفل الافتتاح بحضور وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الذي أكد على أهمية هذه الخطوة في دعم مسار المملكة نحو السيادة الرقمية وتعزيز الابتكار التكنولوجي، خصوصا في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بالأمن السيبراني والجريمة المالية.
مركز لمواجهة التهديدات الرقمية وحماية المعطيات
يهدف المركز الجديد إلى مواكبة المقاولات المغربية والإفريقية في جهودها لحماية بياناتها وضمان استمرارية نشاطها أمام المخاطر الرقمية المتنامية. ويعد هذا المشروع، بحسب بيان للشركة، ترجمة عملية لأولويات المغرب في مجالات التحول الرقمي وحماية المعطيات ومكافحة الجرائم الإلكترونية.
وفي تصريح بالمناسبة، قال رضا لوماني، الشريك الإقليمي الأول بشركة PwC، إن هذا المركز «يجسد رؤية الشركة لمستقبل الرقمنة بالمغرب»، مضيفا أنه «فضاء للخبرة والابتكار مخصص لمساعدة المؤسسات على تعزيز قدرتها على الصمود أمام المخاطر السيبرانية وضمان أمنها الرقمي».
يوفر Digital Resilience Center منظومة متكاملة من الخدمات المدارة في مجال الأمن السيبراني، تشغل من الدار البيضاء على مدار الساعة طوال الأسبوع، لفائدة الزبناء داخل المغرب وخارجه. ويستند المركز إلى شبكة عالمية تضم أكثر من 7800 خبير في الأمن الرقمي، ضمن منظومة عمل متواصلة تعرف بـ”follow-the-sun”، ما يضمن المراقبة والتدخل في أي لحظة.
ويغطي المركز مجالات متعددة تشمل مكافحة الجريمة المالية، والتحقيق الرقمي (Digital Forensics)، والامتثال التشريعي، مع الاستفادة من خبرات محلية مرتبطة بالشبكة الدولية لـPwC.
تصميم مرن وحلول موجهة للمستقبل
بفضل تصميمه المعياري، يقدم المركز حلولا مصممة وفق احتياجات كل مؤسسة، ويرتكز على أربعة محاور رئيسية:
- Managed Cyber،
- Managed Cyber Defense،
- Digital Identity،
- Cloud Security.
وأوضح جمال بصري، الشريك لدى PwC، أن هذا المشروع «يمثل استجابة عملية لتحديات المرونة التشغيلية التي تواجهها الشركات المغربية والدولية في العصر الرقمي».
رافعة لسيادة المغرب الرقمية واستراتيجية “المغرب الرقمي 2030”
يتماشى افتتاح هذا المركز مع الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030” التي تركز على تطوير الابتكار وتعزيز الكفاءات الرقمية. ويساهم المشروع أيضا في تكوين الأطر المغربية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، ما يجعل المملكة نقطة ارتكاز إقليمية في الاقتصاد الرقمي الإفريقي.
وينتظر أن يشكل Digital Resilience Center منصة متقدمة لتبادل الخبرات وتطوير الحلول المبتكرة، مما سيعزز موقع المغرب كمركز موثوق للابتكار والتكنولوجيا في القارة.