بعد سنوات من الانتظار والوعود المتكررة، حسم الجدل أخيرا حول مشروع مركز تثمين النفايات بالدار البيضاء، الذي ظل رهينا لعراقيل إدارية ومالية. فقد أعلنت عمدة المدينة نبيلة الرميلي يوم 22 أكتوبر، خلال أشغال الدورة العادية لمجلس المدينة، عن اقتناء الوعاء العقاري المخصص لإنجاز المركز، في خطوة تعد حاسمة لإطلاق الأشغال فعليا.
وأكدت الرميلي أن البلدية اقتنت قطعة أرض مساحتها 260 هكتارا، أصبحت الآن مملوكة رسميا لجماعة الدار البيضاء، مقابل 580 مليون درهم، مضيفة أن الدفعة الأولى من المبلغ تم تسديدها، فيما سيتم أداء المبالغ المتبقية خلال الثلاث سنوات المقبلة.
بهذه الصفقة، يكون المشروع البيئي الضخم قد خرج من دائرة التعثر، فاتحا الباب أمام انطلاق أشغال البناء التي ستقودها مجموعة ناريفا – هيتاشي – يوتوفو، وهو ما يضع حدا لمعاناة سكان مديونة الممتدة منذ سنوات بسبب الروائح الكريهة وتكدس النفايات.
تفاصيل إضافية ومشاريع موازية
وكشفت العمدة أيضا عن مشروع مواز لا يقل أهمية، إذ سيتم تخصيص 50 هكتارا من نفس الوعاء العقاري لإنشاء منصة حديثة للحدادين وجامعي الخردة، تجمع في مكان واحد أنشطة الحديد المنتشرة في مناطق مثل عين السبع، سيدي مومن، وسباتة.
وسيعرض هذا المشروع على أنظار المجلس الجماعي خلال الدورات المقبلة للمصادقة على دفتر التحملات، تمهيدا لإطلاقه بشكل رسمي.
يرى متتبعون أن مركز تثمين النفايات سيشكل نقلة نوعية في تدبير قطاع النظافة بالدار البيضاء، ليس فقط من حيث حماية البيئة، بل أيضا عبر خلق فرص شغل جديدة وتحويل النفايات إلى طاقة ومواد قابلة لإعادة التدوير، مما يجعل العاصمة الاقتصادية أقرب إلى نموذج المدن الخضراء.
ومع هذه الخطوة، يبدو أن الدار البيضاء تسير بخطى ثابتة نحو إنهاء أحد أكبر الملفات البيئية العالقة في تاريخها، في انتظار أن تتحول الوعود إلى واقع يلمسه المواطنون قريبا.


