تربعت الدار البيضاء من جديد على عرش المراكز المالية الإفريقية الأكثر جاذبية، وذلك حسب نتائج النسخة السابعة والثلاثين من المؤشر الدولي للمراكز المالية (GFCI 37)، الذي صدر خلال هذا الشهر عن مجموعة “Z/Yen” بالتعاون مع معهد التنمية الصيني “CDI”.
المؤشر الجديد منح العاصمة الاقتصادية للمملكة 696 نقطة، مسجلة ارتفاعا بنسبة 2.05 في المئة مقارنة بالتصنيف السابق، لتتقدم بذلك بمركز إضافي وتحتل المرتبة 56 عالميا، متجاوزة متوسط التقدم الإقليمي الذي لم يتعد 1.64 في المئة، ما يؤكد تموقع المدينة ضمن نادي النخبة المالية الدولية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.
على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاءت الدار البيضاء في المرتبة الثالثة بعد كل من دبي وأبوظبي، بينما احتلت نيويورك ولندن وهونغ كونغ المراتب الثلاث الأولى عالميا، وهو ما يكشف عن الفجوة التي لا تزال قائمة بين المراكز المالية الصاعدة في الجنوب والمراكز التقليدية في الشمال، لكن في الوقت ذاته يعكس دينامية متسارعة لمدن كالدار البيضاء تسعى لمزيد من التموقع القاري والدولي.
ثلاث ركائز تحسم موقع الدار البيضاء في خارطة المال العالمية
الجهات المعدة للتقرير لم تغفل الدور الحيوي لمنصة “كازا فينانس سيتي” التي ساهمت بشكل حاسم في تعزيز صورة المغرب كمركز مالي موثوق لجذب الاستثمارات الأجنبية نحو إفريقيا، بفضل الإطار التنظيمي المتوافق مع المعايير الدولية، والربط المتقدم مع أوروبا وإفريقيا، إضافة إلى الاستقرار السياسي الذي يعتبر من مقومات الثقة للمؤسسات المالية والمجموعات الدولية.
إقرأ أيضا: كازا أنفا.. دراسة جديدة لتعزيز جاذبية الدار البيضاء العقارية
التقرير حدد ثلاث ركائز رئيسية تدعم جاذبية الدار البيضاء،.. أولها جودة الإطار القانوني والتنظيمي لمدينة الدار البيضاء المالية،.. وثانيها ارتباطها الجغرافي والبنيوي بالأسواق الأوروبية والإفريقية،.. ثم ثالثها الاستقرار السياسي الذي يعزز ثقة المستثمرين على المدى المتوسط والبعيد.
تجدر الإشارة إلى أن مؤشر GFCI يتم نشره مرتين سنويا ويعتمد على أكثر من 140 معيارا دوليا صادرا عن مؤسسات من قبيل البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، كما يستند إلى تقييمات مباشرة من حوالي خمسة آلاف فاعل مالي حول العالم، مما يجعل نتائجه مرآة حقيقية للمكانة التي تحظى بها المراكز المالية في الوعي الاستثماري الدولي.