في إطار تتبع المشاريع المينائية الكبرى الرامية إلى تعزيز القدرة الاستيعابية للموانئ المغربية، قام وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بزيارة ميدانية إلى أوراش تمديد الجدار الرئيسي “مولاي يوسف” بميناء الدار البيضاء، وهو أحد أبرز المشاريع الهندسية الجاري تنفيذها ضمن برنامج تطوير البنية التحتية البحرية للمملكة.
وقد بلغت نسبة إنجاز هذا المشروع 85 في المائة، متجاوزة بذلك التقديرات الأولية المحددة في البرنامج العام للأشغال، ما يعكس وتيرة إنجاز متقدمة وتنسيقا محكما بين مختلف الأطراف المتدخلة.
ورافق الوزير خلال هذه الزيارة كل من المدير العام للوكالة الوطنية للموانئ مصطفى فارس، وسناء العمراني، مديرة الموانئ والملك العمومي البحري، إلى جانب أطر تقنية وممثلي مقاولات الإنجاز، الذين قدموا شروحات مفصلة حول مراحل المشروع ومكوناته الهندسية الدقيقة.
ويعد تمديد جدار “مولاي يوسف” خطوة استراتيجية لتعزيز حماية الميناء ورفع كفاءته التشغيلية، إذ يروم المشروع تحسين ظروف الرسو والملاحة داخل الحوض المينائي، وتأمين الأرصفة، وتسهيل حركة دخول وخروج السفن عبر القناة الرئيسية. كما يهدف إلى ضمان انسيابية العمليات المينائية ورفع مستوى السلامة الملاحية في الميناء الأكبر بالمملكة.
ويمثل هذا المشروع مرحلة مفصلية في مسلسل تحديث ميناء الدار البيضاء، الذي يعد القلب النابض للشبكة المينائية الوطنية ومركزا محوريا للتبادل التجاري المغربي والدولي. ومن المنتظر أن يسهم اكتماله في رفع القدرة الاستيعابية للميناء وتحسين أدائه اللوجستيكي، إلى جانب تعزيز مقاومته للتقلبات المناخية والظروف البحرية الصعبة على الواجهة الأطلسية.
وينتظر أن يشكل هذا المشروع نموذجا رائدا في تدبير المرافق المينائية الكبرى، ويكرس موقع المغرب كقطب بحري إقليمي مؤثر، قادر على دعم الدينامية التجارية والاقتصادية التي تعرفها المملكة على الصعيدين الإفريقي والمتوسطي.