شهد المستشفى الإقليمي بوافي بمدينة الدار البيضاء قرارا مفاجئا بإعفاء مديرته من منصبها، وسط حديث عن “غضب وزاري” على خلفية اختلالات إدارية وتراجع الخدمات الطبية. القرار لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات طويلة من المشاكل التي حوّلت أحد أكبر المراكز الصحية بالمدينة إلى بؤرة للأزمات بدلًا من أن يكون ملاذًا للمرضى.
على مدى الأشهر الماضية،.. تحولت أروقة المستشفى إلى مشهد يومي من المعاناة، حيث وجد المرضى أنفسهم في رحلة بحث مضنية عن تخصصات طبية لم تعد متوفرة. أقسام طبية أغلقت أبوابها،.. غرف إنعاش خرجت عن الخدمة،.. وقوائم انتظار أطول من قدرة المرضى على الصبر. الأمراض التنفسية، المفاصل، الأمراض الجلدية، وغيرها من التخصصات،.. باتت غائبة عن المركز، مما أجبر المواطنين على اللجوء إلى المصحات الخاصة أو البحث عن بدائل في مستشفيات أخرى قد تكون أبعد مما تحتمله حالتهم الصحية.
بعد الإعفاء، تتجه الأنظار إلى الدكتورة اعتماد متواضع،.. التي وقع عليها الاختيار لقيادة المستشفى في المرحلة القادمة،.. بعد نجاحها في تسيير مستشفى ابن امسيك. التحديات أمامها ضخمة،.. من إعادة تشغيل الأقسام المغلقة، إلى معالجة النقص الحاد في الطواقم الطبية،.. وصولا إلى استعادة ثقة المرضى التي تآكلت بفعل سوء الخدمات.