تصاعدت حدة التوتر بمنطقة الرحمة نواحي دار بوعزة هذا الأسبوع، بعدما خاض سكان دوار دكالة وقفات احتجاجية متتالية للتعبير عن استيائهم من قرارات الإخلاء المرتقبة التي أبلغتهم بها السلطات المحلية. ويطالب السكان، ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود، بتوفير حلول بديلة تحفظ كرامتهم قبل تنفيذ عمليات الهدم المقررة منتصف الشهر الجاري.
ويؤكد المحتجون أن القرار جاء في ظرفية حساسة تتزامن مع انطلاق الموسم الدراسي، ما يضع عشرات الأسر أمام وضع بالغ التعقيد، خصوصا أن غالبيتهم يعانون من أوضاع اجتماعية واقتصادية هشة. ويشيرون إلى أنهم يفتقرون للقدرة المالية الكافية لاقتناء شقق سكنية جديدة، في وقت تتجاوز فيه تكاليف الإيجار بالمنطقة 1700 درهم، وهو مبلغ يفوق إمكانياتهم.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن 80% من قاطني دوار دكالة ينتمون إلى فئات هشة، فيما تواجه فئة من المسنين صعوبات في الحصول على قروض سكنية، بعدما رفضت بعض المؤسسات البنكية تمكينهم من القروض المحددة في عشرة ملايين سنتيم. كما يعاني كثيرون من غياب وثائق الملكية الخاصة بالبنايات الصفيحية، ما يعقد وضعهم القانوني أمام السلطات.
السكان شددوا خلال وقفاتهم على أنهم لا يرفضون برامج محاربة السكن العشوائي، لكنهم يطالبون بدعم مادي مؤقت للإيجار أو حلول انتقالية تراعي ظروفهم الاجتماعية إلى حين استكمال الإجراءات الرسمية لإعادة إيوائهم. وناشدوا السلطات بالتدخل العاجل لتفادي تشريد الأسر وضمان حقوقهم الأساسية، خاصة وأن العديد منهم يكافحون يومياً لتلبية احتياجاتهم المعيشية الأساسية.