شهد سوق الجملة للدواجن بسيدي عثمان في مدينة الدار البيضاء، خلال الأيام الأخيرة، تراجعا ملحوظا في أسعار الدجاج. وقامت “آنفا نيوز” بجولة في قلب السوق، وذلك من أجل تسليط الضوء على الأسعار الحقيقية التي يعرضها المهنيون يوميا، في مواجهة “جشع وسماسرة السوق”.
خلال الجولة، أكد عبد اللطيف وهو أحد المهنيين في السوق، أن ثمن الدجاج الرومي تراوح ما بين 15 و16 درهما للكيلوغرام، في حين انخفض ثمن الكروازي إلى 10 دراهم فقط. أما الديك الرومي “البيبي”، فلا يزال مرتفعا حيث يصل إلى 25 درهما للكيلو، بينما حافظ الدجاج البلدي على سعره المرتفع، إذ يباع ما بين 70 و75 درهما للكيلو.
سوق الجملة يكشف المستور: الدجاج رخيص ولكن كيتباع بالغلا
عبد اللطيف، الذي تحول حديثه إلى ما يشبه “مانيفستو اجتماعي”، وجه رسائل قوية إلى المواطنين قائلا: “الناس اللي تتشري الدجاج بـ22 و23 درهم را تيقولبوكم، راه الدجاج متوفر وها الأسعار اللي كاينة هنا فالسوق”. كما أشار إلى أن مافيا الأسواق تقوم بشراء الدجاج من سوق الجملة بسعر منخفض ثم تعيد بيعه بأثمان مرتفعة في الأحياء.
البائع أكد أن عددا كبيرا من المواطنين لا يعلمون بأسعار الجملة، ما يجعلهم فريسة سهلة للوسطاء، داعيا الناس إلى التوجه مباشرة لسوق الجملة للاستفادة من الأثمنة الحقيقية، حيث تباع السلع “بدون جشع ولا زيادات مصطنعة”، حسب تعبيره.
وصرح بأنهم يربحون درهما أو درهم ونصف في الكيلو فقط، مشددا على أن الرزق “فيد الله”، ومؤكدا أن السوق يشهد حاليا وفرة في العرض خصوصا بعد مرور عيد الأضحى، وأن الوقت الحالي هو الفرصة الأنسب للتبضع بأسعار معقولة.
التقرير يفضح كذلك الممارسات غير أخلاقية لبعض المحلات التي تبيع الدجاج بأثمان خيالية، حيث ذكر أن هناك من يعرض دجاج “مارادونا” بـ18 و20 درهم، رغم أنه متوفر في السوق بـ15 درهم فقط.
وفي ختام الجولة، أكد عبد اللطيف أن سوق الجملة مفتوح أمام الجميع، وأن من يشكك في الأسعار بإمكانه الحضور بنفسه والسؤال عن الثمن، معتبرا أن الشفافية والوضوح هما السبيل الوحيد لحماية المستهلك المغربي من الغلاء المفتعل، كما نوه إلى أن التسعير قد يتغير من يوم لآخر صعودا ونزولا حسب السوق.