في خطوة جديدة تعكس دينامية التغيير داخل جهاز الدرك الملكي، شهدت المؤسسة الأمنية أمس السبت حركة انتقالية بارزة شملت مواقع قيادية حساسة على الصعيد الجهوي، في إطار رؤية متجددة تهدف إلى رفع مستوى الأداء الميداني وتثبيت نهج قريب من المواطنين.
فقد تقرر، وفق المعطيات المتوفرة، تعيين الكولونيل ماجور عبد المجيد الملكوني قائدا جهويا للدرك بمدينة طنجة، بعد أن راكم تجربة مهمة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث تولى مسؤوليات معقدة وأسهم في تطوير أساليب التدخل الأمني. وفي المقابل، أوكلت مهمة القيادة الجهوية بالدار البيضاء للكولونيل ماجور عبد الكريم زريوح، الذي بصم على مسار ميداني ناجح بمدينة مكناس، ليجد نفسه اليوم أمام تحديات أكبر في واحدة من أكثر الحواضر حيوية على الصعيد الوطني.
التحولات التي رافقت هذه التعيينات لم تمر دون ملاحظة المهتمين، حيث يرى كثيرون أن الأمر يعكس ثقة القيادة العليا في قدرات الرجلين، خصوصا وأن الملكوني وزريوح سبق أن تعاقبا على قيادة الدرك بمكناس، ليعود السيناريو نفسه لكن هذه المرة بين البيضاء وطنجة. هذه المفارقة تبرز عمق الثقة في خبرتهما، وتجعل من انتقالهما خطوة محسوبة تعكس حصيلة إيجابية في ضبط الأمن ومواجهة مختلف التحديات.
وتؤكد هذه الحركية أن القيادة العليا للدرك الملكي تواصل تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى المزاوجة بين تراكم الخبرة وتجديد المسؤوليات، في أفق تحديث المنظومة الأمنية بشكل متواصل وضمان فعالية أكبر في مواجهة التحديات المتنامية، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني.