الأكثر مشاهدة

الدعم الأمريكي لإسرائيل يثير مخاوف من تقويض تحالفات الولايات المتحدة الاستراتيجية

لاحظ المراقبون الدعم الأمريكي الغير محدود الذي تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل في رد فعلها العنيف ضد حماس في غزة. وقد أعرب العديد من المسؤولين والخبراء عن قلقهم إزاء هذا الدعم، حيث اعتبروه أنه يساهم في استمرار العنف في المنطقة.

وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء “الارتفاع الكبير في عدد الضحايا المدنيين، وخاصة النساء والأطفال”، وحث إسرائيل على “اتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين”.

كما أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها إزاء “الضربات الجوية الإسرائيلية العشوائية وغير المتناسبة التي تسببت في مقتل مئات المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال”.

وعلى الرغم من هذا القلق الدولي، استمرت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل بشكل لا مشروط. وقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه “يقف إلى جانب إسرائيل” في الصراع، وتعهد بتزويدها بـ “كل المساعدة التي تحتاجها”.

وبرر المسؤولون الأمريكيون دعمهم لإسرائيل بأنه ضروري للحفاظ على أمنها. وقد زعموا أن الهجمات الإسرائيلية كانت ضرورية لحماية المدنيين الإسرائيليين من هجمات حماس.

الدعم الأمريكي يسهم في استمرار العنف

ومع ذلك، يرى العديد من المراقبين أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يساهم في استمرار العنف في المنطقة. ويرون أن هذا الدعم يمنح إسرائيل ضوء أخضر لمواصلة انتهاكاتها لحقوق الإنسان. ويرى هؤلاء المراقبون أن الولايات المتحدة يجب أن تضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، ولتسهيل عملية سلام عادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يفسر الخبراء العسكريون والاستراتيجيون الدعم الأمريكي لإسرائيل بعدة أسباب، وعلى رأسها الاعتبارات الجيوسياسية، إذ  ترى الولايات المتحدة أن إسرائيل هي قوة إقليمية مهمة، ووجودها يساهم في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط. فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة ذات جيش قوي واقتصاد متطور، وهي تلعب دورا محوريا في مكافحة “الإرهاب”.

هناك أيضا الاعتبارات الأمنية، حيث ترى الولايات المتحدة أن إسرائيل تواجه تهديدات أمنية خطيرة من إيران وحزب الله وحركة حماس. فإيران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، وحزب الله يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ،.. وحركة حماس تسيطر على قطاع غزة وتطلق الصواريخ على إسرائيل بشكل متكرر.

ولا يمكن إغفال الاعتبارات الدينية، إذ يتمتع اليهود بدعم قوي من بعض الجهات في الولايات المتحدة، ويساهم ذلك في دعم إسرائيل. فهناك العديد من الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة تضغط على الحكومة الأمريكية لدعم إسرائيل، كما أن هناك العديد من الأمريكيين الذين يشعرون بارتباط ديني بإسرائيل.

وعلى الرغم من هذه الأسباب، إلا أن هناك العديد من المراقبين الذين يعتقدون أن الدعم الأمريكي لإسرائيل يساهم في استمرار العنف في المنطقة. ويرون أن هذا الدعم يمنح إسرائيل ضوء أخضر لمواصلة انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

ويرى هؤلاء المراقبون أن الولايات المتحدة يجب أن تضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة،.. ولتسهيل عملية سلام عادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

تقويض التحالفات الاستراتيجية

ولا يخفي بعض صناع القرار في البيت الأبيض من أن تؤثر سياستهم غير المتوازنة على تحالفاتهم الاستراتيجية مع دول عربية وإسلامية مهمة. فالعديد من هذه الدول تتعرض لضغوط من الشارع بسبب الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.

وقد أعرب العديد من المسؤولين العرب والإسلاميين عن قلقهم إزاء سياسات الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل،.. إذ يرون أن الولايات المتحدة تضع مصالحها مع إسرائيل على حساب مصالح الدول العربية.

وأصبح العديد من المسؤولين في هذه البلدان يعتقدون أن دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل يضر بعلاقاتها مع الدول العربية. ويساهم في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويمنع تحقيق السلام في المنطقة.

ويعتقد العديد من المراقبين أن إدارة بايدن يجب أن تجد طريقة لتوازن سياستها تجاه إسرائيل مع مصالحها مع الدول العربية والإسلامية. فاستمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل قد يؤدي إلى تقويض تحالفات الولايات المتحدة الاستراتيجية في المنطقة.

الدعم الأمريكي يدفع العرب إلى المحور الروسي – الصيني

لم يعد يخفي العديد من المسؤولين العرب في المجالس، أن الولايات المتحدة أصبحت حليف غير موثوق بسبب سياستها غير المتوازنة. فقد أعرب العديد من المسؤولين العرب والإسلاميين عن قلقهم إزاء سياسات الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل.

وهذا الشعور بعدم الثقة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تقارب بعض الدول العربية مع الصين وروسيا. فهذه الدول تقدم بديلا للولايات المتحدة في المنطقة، وتسعى إلى إقامة علاقات استراتيجية مع الدول العربية.

وهناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الدول العربية إلى التقارب مع الصين وروسيا،.. منها الرغبة في تنويع العلاقات الخارجية،.. حيث تسعى الدول العربية إلى إيجاد بديل للولايات المتحدة التي كانت لفترة طويلة الحليف الرئيسي لها في المنطقة.

إضافة إلى البحث عن فرص اقتصادية، حيث تقدم الصين وروسيا فرصا استثمارية وتجارية جذابة للبلدان العربية.

كما أن هناك رغبة في مواجهة النفوذ الأمريكي، حيث تسعى الصين وروسيا إلى زيادة نفوذهما في الشرق الأوسط،.. وهو ما قد يدفع الدول العربية إلى التقارب معهما.

ومع ذلك، لا يعني ذلك أن الدول العربية ستتخلى عن الولايات المتحدة تماما. فالولايات المتحدة القوة الأكبر في العالم، وتتمتع بعلاقات قوية مع العديد من الدول العربية.

ولكن من المرجح أن تصبح علاقات الدول العربية مع الصين وروسيا أكثر قوة في السنوات القادمة،.. وهو ما قد يشكل تحديا للولايات المتحدة في المنطقة.

أيوب الصابري

- Advertisement -
مقالات ذات صلة