الأكثر مشاهدة

77% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المغرب لا تقبل الدفع الرقمي

تعتبر الرقمنة أحد أبرز محركات النمو العالمي في العصر الحالي، حيث يعكف العديد من البلدان على تسريع التحول الرقمي لتعزيز اقتصاداتها. لكن، رغم أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في المغرب تعترف بأهمية التحول الرقمي، إلا أن تبني هذا التحول على نطاق واسع لا يزال يواجه صعوبة. تظهر نتائج النسخة الأخيرة من مؤشر ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة الصادر عن “ماستركارد” هذه المفارقة بوضوح، إذ تكشف عن أن التحول الرقمي يمثل فرصة حقيقية للنمو، والمرونة، والشمول المالي، إلا أن تفعيله بشكل فعلي يظل يواجه عقبات تتعلق بنقص التدريب والثقة في الأدوات الرقمية.

تشير نتائج الدراسة إلى أن 77% من الشركات الصغيرة والمتوسطة المغربية لا تقبل بعد الدفع الرقمي، رغم الاعتراف العام بفوائد هذه التحول. تلك الفوائد تشمل تقليل مخاطر الاحتيال، وتسريع الوصول إلى الإيرادات، وتحسين المصداقية أمام المؤسسات المالية والسلطات العامة.

ورغم الفهم الواسع لهذه الفوائد، إلا أن تردد الشركات في اعتماد حلول الدفع الإلكتروني لا يعود إلى غياب الفهم، بل إلى معوقات هيكلية أخرى. أهم هذه المعوقات يتمثل في نقص التثقيف المالي والمخاوف من التعامل مع الأدوات الرقمية. لا يزال العديد من رواد الأعمال مترددين في تغيير عاداتهم بسبب غياب الرؤية الواضحة للخيارات المتاحة أو خوفهم من تعقيدات تقنية وتنظيمية. ولهذا السبب، يمكن للمبادرات التوجيهية والتعليمية أن تلعب دورا أساسيا في إزالة هذه الحواجز.

- Ad -

تبقى البيئة الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المغرب مليئة بالتحديات. ارتفاع تكاليف المدخلات، التضخم، والبطالة لا يزال يشكل ضغطا كبيرا على ربحيتها. رغم هذه التحديات، إلا أن 67% من أصحاب الأعمال يتوقعون استقرارا أو زيادة في حجم أعمالهم في 2025.

يعود هذا التفاؤل إلى النمو الملحوظ في السوق الداخلي وزيادة الصادرات. كما أن تنويع الفرص التجارية، وخاصة من خلال التجارة الإلكترونية،.. يعد عاملا أساسيا يساعد الشركات على توسيع قاعدة عملائها وتحسين عملياتها.

محركات النمو للـ PME المغربية

في ظل هذا التحول المتسارع، تم تحديد عدة عوامل كدوافع رئيسية لنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة المغربية. تلعب المبادرات الحكومية، التي تهدف إلى تعزيز الشمول المالي والابتكار التكنولوجي،.. دورا محوريا في تسهيل رقمنة الشركات من خلال السياسات التحفيزية والإطار التنظيمي الملائم.

علاوة على ذلك،.. تسهم الشراكات الاستراتيجية بين القطاع الخاص والمؤسسات المالية في توسيع الوصول إلى الأدوات الرقمية،.. من خلال التحالفات بين البنوك ومزودي حلول الدفع. كما أن ازدهار التجارة الإلكترونية يمثل فرصة هامة للشركات للوصول إلى قاعدة عملاء أوسع وتحسين عملياتها.

وبجانب هذه العوامل، يعد تطوير مهارات رواد الأعمال وفرقهم أمرا بالغ الأهمية،.. حيث يصبح الوصول إلى تدريبات في إدارة الأموال والتقنيات الرقمية ضرورة لضمان تنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة واستدامتها في بيئة اقتصادية دائمة التغير.

مقالات ذات صلة