في سابقة اقتصادية لافتة، سجل الدولار الأمريكي صباح اليوم الثلاثاء فاتح يوليوز 2025 تراجعا تاريخيا مقابل الدرهم المغربي، إذ بلغ سعر الصرف 1 دولار = 8.987751 درهما، وفق ما أورده حساب متخصص على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، مدعما التدوينة بمنحنى بياني يوضح مسار الانخفاض خلال اليوم.
ووصف الناشط الاقتصادي “Saad M” هذا التراجع بـ”الاستثنائي”، مشيرا إلى أن الدولار كسر حاجز 9 دراهم لأول مرة منذ سنوات، وهو ما يعكس تحولات غير مسبوقة في موازين الصرف بين العملتين.
ويظهر الرسم البياني المرفق بالتغريدة، انخفاضا تدريجيا في سعر صرف الدولار أمام الدرهم طيلة الساعات الماضية، قبل أن يستقر تحت سقف 9 دراهم عند حدود الساعة 9:56 صباحا بتوقيت المغرب، بنسبة تراجع يومي بلغت -0.42%، في ظرف زمني قصير نسبيا.
هذا الهبوط يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التحول السريع، خاصة في ظل استقرار مؤشرات الاقتصاد الكلي بالمغرب، ونجاح السياسات النقدية لبنك المغرب، إضافة إلى تدفقات العملة الصعبة القادمة من المغاربة المقيمين بالخارج، وارتفاع احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، ناهيك عن التراجع العالمي في قوة الدولار بعد قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي الأخيرة المتعلقة بأسعار الفائدة.
ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من بنك المغرب حول هذا التراجع،.. لكن متتبعين يرون أن الأمر يعكس تحسنا في قوة الدرهم على خلفية عوامل ظرفية وهيكلية،.. قد تكون مرتبطة أيضا بتعافي الميزان التجاري المغربي وارتفاع صادرات الفوسفاط وصناعة السيارات والطائرات.
من جانب آخر، يرتقب أن يكون لهذا الانخفاض أثر مباشر على أسعار بعض المواد المستوردة من الولايات المتحدة، كما قد يسهم في خفض تكلفة الدين الخارجي المقوم بالدولار، لكنه قد يؤثر سلبا على تنافسية الصادرات المغربية نحو السوق الأمريكية.
ويشار إلى أن الدولار الأمريكي ظل يتراوح في السنوات الماضية ما بين 9.5 و10.5 دراهم،.. ما يجعل هذا الانخفاض دون عتبة 9 دراهم تطورا اقتصاديا لافتا يستدعي المتابعة الدقيقة من قبل الفاعلين الماليين والاقتصاديين بالمملكة.