في خطاب لافت ألقاه بالعاصمة الغانية أكرا، شدد الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما على أن أي محاولة لفصل المغرب عن صحرائه ليست سوى هجوما مباشرا على وحدة القارة الإفريقية ومجالا خصبا لتدخل أجندات أجنبية تسعى لإضعاف القارة. وأعلن بوضوح دعمه القوي للمبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي، واصفا إياها بالحل الأكثر واقعية ونجاعة لإنهاء نزاع طال أمده.
زوما الذي وجد في غانا منصة للتعبير عن مواقفه، أثنى على موقف هذا البلد الداعم للمبادرة المغربية، مؤكدا أن “إفريقيا لم تعد تقبل أن تقسم لإرضاء أطراف خارجية”. وأضاف أن زمن تفتيت القارة لخدمة مصالح الغرب قد ولى، وأن على الأفارقة أن يدافعوا عن وحدتهم الترابية والسياسية باعتبارها صمام الأمان أمام محاولات التفكيك.
وفي سياق حديثه عن التحديات الداخلية لبلاده، لم يتردد الرئيس السابق في توجيه انتقادات لاذعة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بجنوب إفريقيا، متهما إياه بالمسؤولية عن ما وصفه بـ”الوضع المزري” الذي يعيشه الجنوب إفريقيون. وأكد أن حزبه الجديد يسعى إلى إنقاذ البلاد من أزماتها الاجتماعية والاقتصادية، معتبرا أن الاستقرار والتكامل القاري يشكلان اليوم أولوية كبرى تتجاوز الحسابات الضيقة.
ولم يفت زوما التذكير بأن غانا وضعت نفسها في موقع قيادي على مستوى القارة من خلال مواقفها الواضحة تجاه قضايا السلم والوحدة الإفريقية، وهو ما يجعلها بحسبه نموذجا في الدفاع عن مصالح القارة بعيدا عن الاصطفافات الإيديولوجية.
هذا الموقف يأتي بعد أيام قليلة فقط من مؤتمر صحفي عقده حزبه بجوهانسبورغ، جدد فيه التأكيد على مساندته للمقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي كصيغة جدية لإنهاء النزاع في الصحراء، في وقت يتزايد فيه النقاش داخل إفريقيا حول مستقبل الاستقرار الإقليمي وأهمية رفض كل المشاريع الانفصالية.